بعد العمل في ميكروسوفت وجوجل ... "أحمد عبد الناصر" يكشف سر الحصول على وظيفة في الشركات العملاقة من أمازون|د.جوب

image

حصل على شهادات علمية عالمية وعمل لميكروسوفت وجوجل وطيران الإمارات وأدنوك وموانئ دبي وأسس علامة تجارية شخصية قوية على لينكد إن جعلت الفرص العظيمة تبحث عنه من دون أن يبحث هو عنها.

من هو؟ وكيف حقق تلك النجاحات؟ وما نصيحته لك لتحصل على أفضل فرص العمل مع أكبر الشركات؟

نتشرف اليوم بنشر حوارنا مع أحمد عبد الناصر الذي سيجيب عن جميع الأسئلة التي قد تطرأ إلى ذهنك حول سوق العمل والوظائف ومستقبلها.

من هو "أحمد عبد الناصر"؟

اسمي أحمد عبد الناصر، تخرجت في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية.

 بدأت مساري المهني قبل التخرج حيث عملت في عدة أماكن في الإجازات الصيفية. وبدأ مشواري فعليًا بعد التخرج وكان "محليًا" مع أفضل علامة تجارية رقمية للاتصالات في مصر، وهي شركة "اتصالات" حيث عملت للمؤسسة لمدة 3 سنوات، ومنها إلى "ميكروسوفت" حيث فوجئت بتسريحي من العمل ضمن 7800 موظف آخرين، ثم انتقلت إلى "جوجل" كمدير تطوير أعمال، وآخر محطاتي المهنية في مصر كانت مع شبكة المحمول العالمية الرائدة "فودافون."

وعالميًا، تستمر مسيرتي المهنية الآن في دولة الإمارات حيث وصلت إلى أراضيها في عام 2018 وبدأت ارسم ملامح خبرتي المهنية الدولية مع شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو"، ثم التحقت بمجوعة "أدنوك" كتنفيذي خدمة متميزة (Excellence Services Executive).

ومنها إلى "طيران الإمارات" كممثل خدمة عملاء لإتقاني ثلاث لغات هم العربية والإنجليزية والإسبانية، وحلقت من سماء "طيران الإمارات" لأتخذ من موانئ دبي مرسًا لوظيفتي التالية، ثم انتقلت للعمل في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بأبوظبي، ومنها إلى عالم الخدمات المصرفية حيث عملت في أفضل مصرف في الإمارات وهو "بنك الإمارات دبي الوطني"، وأخيرًا مكنتني "سلة خبراتي المهنية" من الإلتحاق بأكبر مواقع التجارة الإلكترونية عالميًا، "أمازون"، ككبير إداري الموارد البشرية والمسؤول عن استقطاب المواهب في 6 دول من بينها مصر والإمارات والبحرين والأردن.

لقد أضفت منشورك الخاص بـ"بدء منصب جديد مع أمازون" لقسم "المنشورات المميزة" على لينكد إن:

في ضوء ذلك:

من وجهة نظرك، ماذا ينبغي أن تفعل الشركات ليفتخر موظفوها بالعمل لديها؟
قد يرى الكثيرون أن ما يبحث عنه الموظف ليفتخر بمؤسسته هو "المزايا المادية" فقط لكن الأمر يتعدى حدود الراتب أو التأمين الصحي المميز ليصل إلى قدرة المؤسسة على تحفيز موظفيها ليبذلوا أقصى جهدهم لتحقيق الأفضل.

 وعند الحديث عن "أمازون"، نرى أنها خير دليل على بيئة العمل الإيجابية المحفزة، فأنت لا تحصل على راتب فقط، بل وتمتلك أسهمًا داخل الشركة مما يمنحك شعور "الامتلاك".. أنت تمتلك جزء من الشركة.

الأمر الثاني، تدرك المؤسسة مدى تأثر الموظف بالعوامل الخارجية المحيطة، فتوفر له ولأسرته بدل التعليم، وليس "رسوم التعليم" فحسب، بل وكل ما يتعلق بالرحلة التعليمية من تنقلات ورسوم أخرى لازمة أيضًا.

"أمازون" مؤسسة تسهم كليًا في تطوير موظفيها بتهيئة الأجواء لهم لحضور المؤتمرات أو غيرها من اللقاءات المجدية علميًا وشخصيًا. إنها "بيتًا" لموظفيها وداعمًا لإنتاجيتهم.

ما نصيحتك لباحث عن عمل يطلب منك النصيحة لاجتياز مقابلة للعمل لدى أمازون؟
أولاً: "أمازون" تأتي بين أكبر شركات التجارة الإلكترونية. لذا، على من يسعى للحصول على وظيفة في أمازون أن يدرك ويتعلم كل ما يتعلق بالتجارة الإلكترونية سواءً كان يهدف للحصول على وظيفة ذات صلة مباشرة بالأمر أو لا.

ثانيًا: "التعلم الذاتي" هو كلمة السر للحصول على أي وظيفة وعليه وبعد تحديد أين تود أن تعمل وفي أي قسم وبأي مسمى وظيفي، عليك الالتحاق بالدورات التدريبية والحصول على الشهادات التي تدعم موقفك كمرشح متميز للوظيفة.

وسأتحدث عن تجربتي الشخصية! عند اتخاذ القرار برغبتي في بدء الحياة العملية "كمتخصص موارد بشرية"، لجأت إلى منصة "لينكد إن ليرننج" وحصلت على شهادات ثلاث دورات تدريبية معتمدة. الأمر الذي عزز موقفي عند مقابلة مسؤول التوظيف ودعمني لأتفوق بين المرشحين الآخرين.

ومن هنا أؤكد دائمًا أن أيً كان حجم الشركة التي تود العمل فيها، وسواءً كانت أمازون أو غيرها، عليك دائمًا الاهتمام بالجانب الأكاديمي وصقل قدراتك المعرفية ودائمًا ما أقول بأن "المعرفة هي القوة" (Knowledge is power)  إلا أن الأصح القول ان "تنفيذ ما تعرفههو القوة الحقيقية" (More powerful when you’re going to implement it).

"ميكروسوفت" و"جوجل" و"طيران الإمارات" شركات عملت فيها سابقًا؛

ماذا فعلت للانضمام إلى هذه الشركات؟
أولاً: الحمد لله على توفيقه للعمل مع هؤلاء الشركات العملاقة.

ثانيًا: تعاملت مع الموقف "عكسيًا" وتساءلت "كيف لي أن ألتحق بهذه المؤسسات وما متطلبات العمل لديه؟ا" ووجدت أن أهم جانب تسعى هذه الشركات للتأكد من إلمام الموظف به هو الجانب "التقني" لتكتشف هل يمكن للموظف إنجاز عمله أم لا.

وعلى سبيل المثال، كنت أرغب في العمل لدى "ميكروسوفت" كمتخصص تكنولوجيا معلومات، لذا وضعت هدفًا للحصول على أهم شهادتين في مجال الشبكات وهما: خبير شبكات سيسكو المعتمد (CCNA) و نتورك بلس (N+) ما ساعدني على اجتياز مقابلة العمل معهم، إلى جانب ما أتمتع به من معلومات أخرى بسبب حرصي على القراءة والاطلاع دائمًا.

وبعد بدء العمل مع عملاق التكنولوجيا الأميركي "ميكروسوفت"، كان يولى كل الاهتمام للتكنولوجيا السحابية وكيفية بيع منتجات الخدمات السحابية إلى الشركات الناشئة فبذلت كل ما بوسعي لأطور مهارات البيع والحوسبة السحابية لأقنع العملاء بسهولة بما نقدمه من خدمات وأحقق نجاحًا حتى أصبحت "مدير حساب" مسؤولاً عن جميع الشركات في السوق المصري.

أما عن "جوجل،" فقد عملت كمدير تطوير أعمال أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووقع الاختيار عليّ لما أتمتع به من معرفة في هذا المجال وما أمتلكه من معلومات وعلاقات تمنحني ميزة الترويج السلس لحلول الحوسبة السحابية الخاصة بهم.

وعن "طيران الإمارات"، عملت بها لشغفي بمجال الطيران ولإلمامي بالكثير من المعلومات عن الدول والوجهات السياحية ولإتقاني ثلاث لغات هم العربية والإنجليزية والإسبانية وهو ما كان "ميزة تنافسية" أتمتع بها.

وإجمالاً، على جميع المهنيين ممن يرغبون في الحصول على فرص عظيمة للعمل لدى مؤسسات عملاقة التمتع بمهارات ناعمة استثنائية، خاصة تلك المتعلقة بالتواصل الفعال والتواصل النشط وحل المشكلات.

بعد قضاء ما يقرب من 10 سنوات من حياتك المهنية في عالم "الشركات، "ما الأفضل: العمل مع شركة عالمية عملاقة أو شركة ناشئة؟
إن عاد بي الزمن، سأختار العمل لدى شركة ناشئة لأتعلم وأتطور وأتمكن من الحصول على منصب قيادي في الشركات العملاقة بسهولة. لكنني ممتن للغاية لكل تجربة خضتها مهنيًا.

قدم 5 دروس للخريجين الجدد حول ما تعلمته أثناء العمل في هذه المؤسسات!
حسنًا، تلك خمس  نقاط من أهم ما تعلمته من دروس في حياتي (ولأتعلمها واجهت الكثير من العقبات):

  1. لابد من العمل في بيئة عمل جيدة تتسم بزملاء عمل متعاونين. كُن اجتماعيًا ودودًا ولا تتجاوز الحدود المسموحة ولا تسمح لأحد بتجاوزها.
  2. العلاقات الجيدة مع المديرين من جميع الأقسام "ضرورة" ... قد تحتاج مساعدتهم في أي وقت.
  3. الشركة التي تعمل بها ليست "أمًا" لك وأنت لست "ابن الشركة"؛ هي علاقة قائمة على المنفعة المتبادلة: أنت تقدم خدمة وتتقاضى أجرًا مقابلاً لها.
  4. الخطة البديلة أو "بلان ب" مهمة دائمًا. لا تدري ماذا سيحدث غدَا!
  5. تطوير الذات، ثم تطوير الذات، وتطوير الذات. لابد أن تسعى للتعلم والتطور وبناء العلاقات الجديدة دائمًا لتصبح موهبة استثنائية تبحث عنها الشركات، لا باحثًا عن عمل يقضي يومه في تقديم طلبات التوظيف.

بصفتك سفيرًا للعلامة التجارية ومؤثرًا على "لينكد إن" يؤكد دائمًا على أهمية "التشبيك" لتمهيد الطريق لمزيد من فرص العمل ويؤكد على أهمية عدم "استجداء" الوظيفة، كيف يمكن لأي شخص بدء محادثة مع صاحب عمل محتمل "من دون أن يُظهر صراحةً أنه يبحث عن عمل"؟

لا شك أن بناء العلاقات الاجتماعية أو ما يسمى بـ"التشبيك" يأتي بين أكثر الطرق فاعلية للحصول على عمل. لكن، ما يدفعني للوم الباحثين عن عمل هو "استجداء" الوظيفة. ونصيحتي هنا للجميع: "لا تبع حاجتك للوظيفة، إنما بع مهاراتك وعلمك لتدفع مسؤول التوظيف لطلب مقابلاتك. وتذكر دائمًا أن الشركات تبحث عن "المنفعة المتبادلة" .. كونك تعول أو مثقل بالأعباء المادية لن يفيد الشركة وإليه لن تتواصل معك أي شركة.

وهنا نصيحتي لتقدم خدماتك "احترافيًا"، عند إضافة أي شخص ترى أنه قد يكون صاحب عمل محتمل، لا ترسل رسالة تتضمن كلمة "مرحبًا" فقط وتنتظر ردًا منه. يمكنك إرسال النص التالي: "أشكرك لقبول طلب التواصل وأفتخر بكوني واحدًا من دائرة علاقتك وأعلم جيدًا مدى تميز سيادتك في مجال عملك ويسعدني أنني سأتعلم منك الكثير." ولا ترسل أي شيء آخر حتى تتلقى رد من جانبه.

هل تمكث منتظرًا وتراقب عقارب الساعة؟ لا، اذهب وتصفح صفحته الشخصية واستغل مهاراتك التحليلية لتحدد اهتماماته وميوله الشخصية والمهنية لتتمكن من إرساء أسس التواصل "المجدي" معه دائمًا وتطرح ما يجذبه كمسؤول من أفكار وحلول مما يساعدك على جذب انتباهه بسهوله والحصول على وظيفة في مؤسسته.

أصبح العيش والعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة حلم الجميع في الوقت الحاضر. بصفتك محترفًا يعمل في الإمارات،

 من وجهة نظرك ما أهم المهارات المطلوبة لبدء حياة مهنية في الإمارات العربية المتحدة؟
لا شك في أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة والمتقدمة على كافة الأصعدة لما تتمتع بع من قيادة رشيدة وحكومة واعية تطمح دائمًا للتفوق عالميًا. وهنا علينا أن ندرك أن "التميز" هو جواز المرور لأي وظيفة في الدولة.

ويأتي "اتقان اللغات" ضمن مفاتيح التميز الرئيسية في الإمارات. ولا يقتصر إتقان اللغة على الإنجليزية فقط، بل وينبغي اتقان لغة ثالثة إضافية في الأقل وتأتي بين اللغات الأكثر طلبًا في الإمارات الاسبانية والروسية والفرنسية والصينية ... أربع لغات إتقان إحداها ميضمن حصولك على وظيفة في دولة الإمارات.

ومن ثم يأتي شحذ المهارات الأكثر طلبًا والتي يأتي على رأسها مهارات "خدمة العملاء" و"المبيعات. 

عاملان رئيسيان يسهمان في حصولك على وظيفتك الأولى في الإمارات لتجد أبوابًا من الفرص العظيم مستقبلاً.

قد ذكرت في وقت سابق أنك تلقيت دعوة لحضور مقابلة عمل مع مجموعة "جوتن" أثناء تواجدك في بلدك؛ كيف فعلت ذلك؟ وكيف يمكن لشخص الحصول على فرصة في الخارج أثناء تواجده في وطنه؟
كانت مقابلة العمل لدى "جوتن"، أمر غير متوقع. قررت يومًا ما أن أبحث عن وظيفة أخرى توفر لي ما أبحث عنه من تقدم مهني وشخصي وبينما أنا أتصفح "لينكد إن" في طريقي إلى العمل ظهر لي إعلان وظيفة لجوتن يبحثون عن "تنفيذي مبيعات" في مصر والإمارات، فلم أتردد وقدمت طلبًا للحصول على الوظيفة في الدولتان.

 وكانت المفاجأة أن مسؤولي التوظيف فرع الإمارات هم من تواصلوا معي وعقدنا عدة مقابلات شخصية بدأت باختبار الذكاء والقدرات الرقمية، ثم مقابلة العمل الهاتفية لتقييم إتقان اللغة الإنجليزية، ثم المقابلة الثالثة مع مدير المبيعات عبر برنامج مكالمات الفيديو "سكايب"، وأخيرًا اختبار الكفاءة لتحديد السمات الشخصية.

وبعد عدة أيام، استلمت دعوة لحضور مقابلة "شخصية" في دبي وكانت الشركة متكفلة بكافة المصاريف اللازمة للإقامة والتنقلات، لأتفاجأ برفضي لأن مؤهلاتي فوق المستوى المطلوب. وبالرغم من ذلك، فعلمتني التجربة الكثير من الدروس وعززت ثقتي بذاتي ومؤهلاتي وشجعتني لاتخاذ خطوات أكبر عمليًا.

ونصيحتي لأي شخص يبحث عن عمل في الخارج أثناء تواجده في بلده، اللجوء إما لشركات التوظيف بالخارج أو لقسم "الوظائف" على مواقع الشركات- خاصةً إن كان يبحث عن وظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات-. 

أما النصيحة الفعالة والأفضل فهي الحضور شخصيًا على تأشيرة زيارة لتيسير حضور المزيد من مقابلات العمل وتعزيز فرص الحصول على وظيفة.

في منشور سابق لك على لينكد إن، ذكرت:" أحلى جملة لل Motivation أتقالت النهاردة من مديري .. "يا عبد الناصر أنت أجمد سلزجي.. أنت اللي بتبيع المياه في حارة الساقيين..!!"

بصفتك متخصص مبيعات "محنك"، ما هي المهارات التي يجب أن يمتلكها كل متخصص مبيعات وما هي نصيحتك لهم ليكونوا من بين "أصحاب الإنجاز الأعلى شهريًا؟"
ما منحني التميز حقًا في مجال المبيعات هو تطبيقي الدائم لقاعدة "لا تفترض أبدًا- Never assume" حيث أتعامل مع كل عميل وكأنه عميل محتمل ولا أفترض غير ذلك.

وهنا ابدأ في الإنصات لفهم مشاكله واحتياجاته لخلق الحلول المناسبة له أيً كان موقفه.

وهنا قاعدتان ينبغي الحرص على اتباعهما: لا ينبغي التسليم دائمًا بأن "علينا إرضاء احتياجات العميل فقط"، و"كلما زادت معرفتك، زادت مبيعاتك".

ونصائحي دائمًا:

  1. كًن "مستمعًا نشطًا" وليس "مستمعًا جيدًا"! أنصت للعميل وجهز ردودًا مناسبة لكل ما يطرحه من مشكلات واعتراضات. مثلا، عميل يقول بأن المنتج تكلفته باهظة، ابدأ في تقديم حلولاً اقتصادية  وملائمة لميزانيته. وآخر يجزم بأنه لا يحتاج الخدمة أبدًا الآن، احتفظ ببياناته وتابع معه لاحقًا.
  2. لا تستلم أبدًا ولا تتعامل مع كلمة "لا" كرد وتحلى بمهارات تواصل ممتازة. هناك، مثلاً، عميل أول ما يقوله كلمة "لا" من دون الاستماع لتفاصيل. هل ستكتفي بهذا الرد؟ متخصص المبيعات الجيد هو من يسأل لماذا "لا" ليجمع المزيد من المعلومات ويحقق نتائج أفضل.

ذكرت في أحد منشوراتك التحول من السيء للأفضل بلا تدخل منك عندما أرسل مديرك السابق “ملاحظات سلبية” عنك وبعد مرور بعض الوقت حصلت على وظيفة في شركة أفضل .. كيف للإنسان أن يحافظ على حماسه حتى بعد مواجهة المواقف السلبية؟

وما مدى تأثير المدير الجيد أو السيء على الموظف؟ وكيف يمكن للموظف التعامل مع كليهما؟
الحمد لله أن كل ما نواجه من عقبات ما هو إلا رحمات من الله لا ندركها إلا بمرور الوقت.

 عام 2014، دعتني شركة اتصالات لحضور مقابلة عمل لوظيفة "متخصص دعم فني" وقد كان ذلك حلمًا لي، لكن يشاء القدر أن يقدم مديري "ملاحظات سلبية" حول عملي. وكان ذلك بلا شك أمرًا مزعجًا لي حيث وقف حائلاً بين حلمي في التطور وولائي للمؤسسة التي بدأت حياتي المهنية فيها.

ولكن في الوقت نفسه، عبّر لي مدير التوظيف بكلمات مشجعة عن مدى تميزي وإتقاني لعملي وساعدني على تجاوز المحنة بالتسليم الكامل لله والإيمان بأني قيمة مضافة لأي منصب اشغله.

وهنا أشجع الجميع على التخلص من الشعور بالذنب عند الرفض ووضع خطة للتطوير حتى وإن كنت "أشطر" شخص، وأهم عامل من عوامل النجاح هو الحفاظ على الصلاة والامتنان بكل ما تمر به من حلو ومر.

أما عن مدى تأثير المدير الجيد والمدير السيء، فأرى أن كليهما مفيد. المدير السيء يعلمك والمدير الجيد يطورك.

يعلّمك المدير السيء أن الجميع يتغير عند تضارب المصالح ويوفر لك المدير الجيد ما تحتاجه من دعم معنوي ومادي ويشجعك دائمًا للتطور وهو إلى ذلك قائد ناجح أولاً قبل أن يصبح مديرًا.

لقد غيّرت مسارك المهني عدة مرات؛ من خدمة العملاء، والمبيعات، إلى التدريب، والتوظيف، كيف أثرت هذه التحولات عليك كمحترف، وما نصيحتك للخريجين الجدد ممن يتطلعون إلى اختيار مهنة مربحة، هل الأمر يتعلق بالمال فقط؟ أم ما هي الاعتبارات الأخرى التي ينبغي مراعاتها عند اختيار المسار المهني؟

دائمًا ما أحمد الله على تجاربي الكثيرة في مجالات عدة ومع شركات كبرى في كل مجال، بدءًا من اتصالات وميكروسوفت وصولاً لجوجل وأمازون. ونصيحتي لكل من يريد النجاح في سوق العمل الحرص على "التميز" لما يتسم به سوق العمل من تنافسية شديدة.

وأولى خطوات التميز، بدء الحياة العملية، قبل الجميع، من المرحلة الجامعية عن طريق الالتحاق بالدورات التدريبية وتعلم اللّغات والعمل في وظائف مناسبة لنمط حياة الطالب اليومية حتى لا تتأثر إنتاجيتك.

وإن لم تسنح لك الفرصة بالعمل، تطوع كلما أمكن!

ساعدني التطوع كثيرًا لتنمية مهارات التواصل ووضعني على مسار النضوج الفكري الصحيح. وهذا ما تعلمته  أثناء عملي التطوعي ضمن "برامج التوعية السياسية" مع مكتبة وجامعة الإسكندرية حيث التطوع في نموذج محاكاة جامعة الدول العربية، ويليه نموذج محاكاة الاتحاد الأوروبي،  ونموذج محاكاة الكونجرس الأميريي بالتعاون مع السفارة الأميريكية.

وعن نصيحتي حول اختيار المسار المهني، لا تذهب لأسهل الخيارات أو أعلاها ربحًا. المنصب سيأتي أعلى مما تتمنى والمال سيأتي أكثر مما تحلم به. لكن، الامر يستلزم مهارات استثنائية وقدرة على التعلم والتطور المستمر.

اختر مجالاً تحبه لتبدع وتحقق أعلى النتائج .. "لا تقبل بأي شيء حتى لا تصل إلى اللاشيء."

وختامًا، أوّد أن أشكركم وأعرب عن سعادتي بهذا الحوار وأتمنى أن يكون مثمرًا وملهمًا مهنيًا للجميع.

وأنا، نيابةً عن د.جوب، أتقدم بخالص الشكر للسيد أحمد عبد الناصر على هذه المقابلة الملهمة!