ثلاث حالات لا بأس من الشعور بالملل في العمل بسببها

image

تسمع رنين المُنبه، ثم تذهب إلى العمل، تسجل حضورك، تبدأ تشغيل الكمبيوتر، تتصفح رسائل البريد الإلكتروني، تراجع قائمة المهام، وتبدأ مهمتك الأولى. تشعر بالملل، فتفتح هاتفك، وتبدأ بالتمرير عبر منشورات أصدقائك على فيسبوك.

بعد مرور خمس دقائق، تلعب ببجي، و … دقيقة واحدة؟ ماذا يحدث؟ هل لديك بالفعل هذا القدر فقط من القدرة على التركيز، أم أنك مثل العديد من الموظفين الآخرين.. تشعر بالملل فحسب؟

ماذا وجد الباحثون؟

وجد الباحثون أن 55% من جيل الألفية غير منخرطين في العمل. لذا، فأنت لست الشخص الوحيد الذي ينظر إلى الساعة كل 10 دقائق أو يتصفح بملل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن هذا ليس مبرر لتستسلم لتلك الحالة من الشعور بالملل القاتل.

قد تُنجز جميع مهامك ولا تجد أي شيء تفعله، أو ربما لا يزال لديك مهام كثيرة لا يمكنك القيام بها، ولكنك لا تملك أي طاقة أو شغف لبدء العمل. في كلتا الحالتين، أنت تشعر بالملل.

في الواقع، يؤدي هذا إلى ما يسميه علماء النفس "التحرر النشط". ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب الدولية، فإن 16% من الموظفين لديهم هذا الشعور المشترك في العمل

10 اقرأ أيضًا: علامات تخبرك بأن الوقت قد حان لترك عملك

يحدث هذا الأمر عندما تبدأ في القيام بأمور تؤثر سلبًا على إنتاجية العمل، مثل البحث عن وظيفة أخرى، وبدء التسوق عبر الإنترنت، ومشاهدة مقاطع فيديو "اصنع بنفسك". إذا قمت بذلك، ستُعاني من مشكلة إضافية أخرى: "لن تُنجز عملك إطلاقًا."

أوقف ذلك فورًا! كيف؟ إذا لم تستطع التركيز في العمل تمامًا ولا تريد القيام حتى بالمهام غاية السهولة، فاسأل نفسك: "لماذا لا زلت هنا؟" ربما حان الوقت الآن لترك عملك، أو قد يكون الوقت قد حان لتغيير نظرتك تجاه الأشياء.

إن الملل يتحكم في حياتنا؛ وجميع المشاعر السلبية تنبع من الشعور بالملل. لذا، ركز عند الشعور بالملل على الصورة الأكبر وحدد المشكلة الحقيقية.

في ما يلي ثلاث حالات لا بأس من الشعور بالملل في العمل بها.

الحالة الأولى: إذا لم تكن هذه هي وظيفة أحلامك

الملل في العمل
لدينا جميعاً حاجات معيشية تُلزمنا بالعمل. ربما تعمل لمدة 40 ساعة/أسبوع في وظيفة لا تعجبك، ولكن عليك قضاء بعض الوقت بعد يوم العمل الطويل في القيام بشيء تحبه. يمكنك بدء العمل المستقل، أو الالتحاق بالمزيد من الدورات التدريبية، أو تطوير مواهب جديدة، أو تعلم مهارات جديدة لمساعدتك على فتح الأبواب للفرص التي تحلم بها.

فكّر في الأمر. قد لا تكون تكره وظيفتك بالفعل (تعلم هنا كيف تحب وظيفتك). تذكر تلك اللحظة عندما قبلت عرض العمل وتذكر سبب قبولك له. قد لا تكون تلك هي النتيجة التي حلمت بها، ولكن هناك دائمًا ما يمكنك القيام به لإيجاد المزيد من الأسباب للانخراط في العمل.

حاول العثور على مهارة جديدة تريد تعلمها أو استراتيجية إبداعية جديدة تريد اتباعها لتبسيط يوم العمل.

تحدّث إلى مديرك حول تعيين مهام جديدة مختلفة أو المشاركة في برامج التدريب على التقنيات الحديثة. بادر وكُن استباقيًا.

الحالة الثانية: إذا لم تعجبك مهام معينة

الملل في العمل
لدينا جميعاً تلك المهمة أو المشروع الذي لا نحبّ العمل عليه. وهذا لا يعني أن كل واجباتك الوظيفية غير مُرضية. حاول الاستعانة بزميل آخر أو العمل مع فريق آخر لإنجاز هذه المهمة الرتيبة. وإذا لم يكن هناك سبيل للتخلص منها، فحاول إيجاد طرق أكثر إبداعًا لإنجازها، تبنى منظورًا أكثر إيجابية.

يمكنك أيضًا تعيين جدول تضع فيه هذه المهمة غير المفضلة في بداية اليوم بحيث يمكنك إنجازها قبل أن يزورك هذا الشعور بالملل.

الحالة الثالثة:إذا كان الوقت الذي تقضيه بلا عمل طويلاً للغاية

الملل في العمل
كل وظيفة بها فترات تدفق وانحسار. ولكن عندما تكون أوقات الفراغ كبيرة للغاية، هنا تكمن المشكلة. تمر بتلك الأيام التي تكون فيها مشغولاً للغاية ولا يكون لديك وقت للتفكير في أي شيء آخر، ولكن هناك أيام أيضًا تجلس بلا عمل لساعات حتى تبدأ في سؤال نفسك: "لماذا أنا في العمل اليوم؟" ثم تبدأ بالتفكير فى الفيلم الذي تشاهده هذا المساء، وجبة الغداء المفضلة لديك، والدردشة مع صديقك الليلة الماضية. في هذه الأيام، تكون مشغول للغاية أيضًا، ولكن ذهنياً فقط. تقوم بمهام هدّامة لا تعود بأي نفع على العمل.

استفد من وقت الضائع هذا للاسترخاء من أيام المهام والطلبات ورسائل البريد الإلكتروني التي لا تنتهي والاستعداد للأيام المزدحمة القادمة.

يمكنك التعرف على معادلة إكسيل جديدة توفر لك المزيد من الوقت عند ترجمة صفحة مكونة من 2000 عمود في المرة القادمة. قم بإعداد تقريرك الشهري. اطلب من زميلك أن يعلمك شيئًا جديدًا. سيكون هذا مكسبًا لجميع الأطراف؛ أنت وصاحب العمل. سوف توفر وقت الشركة في تعلم مهارة قيمة جديدة.

أربع نصائح عملية لاتباعها عندما تشعر بالملل في العمل

اِكبح زمام شعورك

اِكبح-زمام-شعورك
نمر جميعًا بهذه الأيام من الملل، وعادةً، نحاول التغلب على هذا من خلال البحث عن ما يُشغلنا أكثر أو إلهاء أنفسنا في أمور أخرى. وسوف تكون النتيجة ارتياح مؤقت. تحديد المشكلة هو نصف الحل. فكّر في سبب هذا الشعور؟ ما الذي يجعلك غير راضٍ عن وظيفتك؟ اِكبح زمام تلك المشاعر بإيقاف عقلك عن التفكير في العمل وفكّر في ما تريد القيام به أو تحقيقه في العمل.

فكر أكثر في الآخرين

فكر-أكثر-في-الآخرين
وجد الباحثون أن 88% من المؤثرين الحائزين على جوائز بدأوا إنجازاتهم بسؤال "ما هو التأثير الذي يمكن أن أتركه و يحبه الآخرون؟".

في أغلب الحالات، ينتج الملل عن التفكير في أنفسنا فقط: كم هي حياتي بائسة، ولا أحب وظيفتي، والعديد من الأفكار الأخرى المثبطة للهمم. بدلاً من ذلك، ابدأ بالتفكير في "تأثيرك"، ما التأثير الذي يمكنك تركه على حياة الآخرين؟ كيف يمكن أن يكون لك تأثير إيجابي كبير على مجتمعك؟

تحدّى نفسك

تحدّى-نفسك
إن تحدي نفسك هو طريقة رائعة لتحقيق الإنجازات وترك أثر حقيقي. والأيام الروتينية هي السبب الأكثر شيوعاً للملل.

يحاول الأشخاص دائمًا العثور على الدوافع الخارجية للتغلب على هذه الرتابة- فهم يبدأون في التفكير في وظيفة جديدة، أو علاوة، أو ترقية، أو مدير يقدم الدعم ويُعرب عن تقديره. رغم هذا، فإن الدافع الحقيقي يأتي من الداخل. تحدَّ نفسك لتحقيق المزيد من أهداف المبيعات أو إنجاز المزيد من المهام في وقت قياسي. من المدهش أنه عندما تبدأ في تحدي نفسك، ستجد تلقائيًا الدوافع الخارجية تحدث (منصب جديد، علاوة،... إلخ).

انتظر الملل! سوف يأتي مرة أخرى

يجب أن تتأكد تمامًا أنه حتى بعد الالتزام بكل هذه النصائح، ستشعر بالملل مرة تلو الأخرى... إنها الحياة (عجلة دوارة). عندما تشعر بالملل في العمل، فإنه مجرد إنذار يجب ألا تهمله. قد يعني ذلك أنك تفتقر إلى هدف في حياتك. تعلم كيف تقوم بالتغيير لتشعر بالإيجابية تجاه عملك وحياتك مرة أخرى لإنقاذ صحتك العقلية وسعادتك.

وأخيراً، لا بأس أن تشعر بالملل في عملك بسبب الروتين اليومي والمهام المتكررة. سواء كنت تشعر بالملل في العمل بشكل عام أو تشعر بهذا الشعور في هذه الأيام، فإن الملل يُعد رسالة تفيد بأنك يجب أن تعيد النظر في أهدافك وتسعى إلى تحقيق السلام الداخلي أولاً.

الأكثر قراءة