كيف تكون شخصية "كاريزمية" في مكان العمل؟

هل سبق لك أن حلمت بأن تكون قائداً يتمتع بشخصية كاريزمية... الجميع يحبك ويثق بك ويعجب بشخصيتك؟

ويولي زملاء العمل اهتماماً كبيراً لك عندما تتحدث، ويدعمون أفكارك الجديدة، كما يرغب الموهوبون في الانضمام إلى فريقك. باختصار، يريد الجميع أن يتواجد بالقرب منك بسبب ما تتمتع به من كاريزما.

إن الكاريزما هي سمة شخصية وسلوك شخصي، لذا بوسع المرء أن يجد أشخاصاً يتمتعون بشخصية كاريزمية أكثر طبيعية من غيرهم. وعلى النقيض من الأقوال الشائعة التي تردد أن "السمات" التي لا يمكن اكتسابها، فإن الكاريزما من الممكن اكتسابها وتطويرها بسهولة. ووفقاً لدراسة أجراها عالم النفس البريطاني البروفيسور ريتشارد وايزمان: فقد قدر الجزء الطبيعي من الكاريزما بحوالي 50% في حين أن الباقي يُكتسب بالممارسة والتعلم.

يمكنك أن تكون أكثر كاريزمية، وجاذبية، وتأثيراً مع مرور الوقت. سوف يوضح لك هذا المقال كيف تكون شخصية "كاريزمية" في مكان العمل؟

ما هو تعريف "الكاريزما"؟

إن الكاريزما عبارة عن مجموعة من السمات الشخصية والسلوكيات التي تجعلك جذاباً في نظر أشخاص آخرين. والكاريزما كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية " Charis"، وتعني "هبة إلهية" أو "نعمة".

فالشخص ذو الشخصية الكاريزمية يكون متواضعاً للغاية، وإيجابياً، وجدير بالثقة، وجميع "الكاريزميين" تقريباً "مُبهرين". إن الشخصيات الساحرة مثل أوبرا وينفري، وستيف جوبز، وبيل كلينتون هم أفضل أمثلة الشخصيات الكاريزمية.

إن الأشخاص ذوي الشخصية الكاريزمية لبقاء في التحدث، وعظماء، ومُلهمين. كما أنهم مستمعون جيدون ويتمتعون بنعم ربانية تجذب الناس لهم طوال الوقت.

ومن هذا المنطلق ، فمن الرائع أن تكون ذا جاذبية في مكان العمل، حتى وإن لم تكن في منصب إداري أو منصب قيادي. عندما يكون لديك الكاريزما، يرغب الأشخاص في العمل معك، وينجذبون لأفكارك، ويثقوا برأيك، ويتأثرون إيجابياً بك.

الكاريزما قوة في عالم الأعمال

لقد عَرَّف علماء النفس الاجتماعي بيرترام ريفين و جون فرنش الكاريزما بأنها "القدرة المرجعية"، حيث تشير إلى تأثير الشخص الناتج عن احترام الآخرين وحبهم له.

يضمن وجود فريق من الموظفين يتمتع بشخصية كاريزمية تحقيق نتائج أفضل، حيث سيتفاعل الموظفون بشكل واضح وبثقة مع بعضهم البعض ومع العملاء لذا توقع المزيد من العائدات.

ومع وضع ذلك في الاعتبار، يجب أن تعرف كيف تستغل شخصيتك الكاريزمية دون التلاعب بالآخرين وإرغامهم على القيام بأشياء تتعارض مع مبادئهم.

كيف تُكوّن شخصية كاريزمية في مكان العمل؟

توّصلت العديد من الأبحاث إلى أن الشخص يمكنه بسهولة تعلم وممارسة وتطوير الجاذبية، كمجموعة من السمات والسلوكيات التي تعمل معًا لتجعل منك شخصًا أكثر ديناميكية وجاذبية.

وعلى سبيل المثال، وجدت الدراسات أن الأشخاص المستعدين لتحمل الصعاب يتمتعون بقدر أعظم من الكاريزما من قِبَل أعضاء فريقهم، وأن الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية إيجابية يتمتعون بقدر من الكاريزما أكبر من غيرهم. فضلاً عن ذلك، فإن ما يقوله الناس وكيف يعبرون عنه قد يحدد مستوى الكاريزما الذي يتمتعون بها.

تذكر! إن الجمال الخارجي لا يجعلك تتمتع بشخصية كاريزمية، بل هي شخصيتك وثقتك بنفسك. ورغم أن الجمال يشكل ضرورة أساسية في بعض الحالات، فإنه ليس عاملاً حاسماً في اكتساب جاذبية شخصية.

"جمالك الخارجي سوف يلفت الأنظار، وجمالك الداخلي سوف يأسر القلب"

مع بعض الممارسة ، يمكنك زيادة جاذبيتك الشخصية "الكاريزما"، ابدأ رحلتك من خلال تطوير الكاريزما وحاول اتباع النصائح التالية. فهي تضمن لك اكتساب المزيد من الكاريزما.

لغة الجسد وتعابير الوجه

إن لغة الجسد وتعابير الوجه من العوامل الأساسية للحفاظ على الكاريزما. فهي تعكس تفاعلك ودماثة خلقك ونقاط قوتك دون أن تنطق كلمة واحدة.

ابدأ باتخاذ الوضعية المثالية للجسد من خلال الوقوف بشكل مستقيم مع إبقاء الكتفين للخلف والرأس لأعلى. الوضعية المثالية تجعلك تبدو واثقاً.

وقد وجدت الأبحاث أن كون المرء يتمتع بشخصية كاريزمية يعني أنه إيجابياً؛ تأكد من أنك تتمتع بنظرة مستقبلية إيجابية ومتفائلة.

بما أن تعابير الوجه، كجزء من لغة الجسد، ضرورية أيضًا. تعلّم كيف تجعلها مُعبرة أكثر، وتدرب على تعبيرات مختلفة لنقل مشاعرك، وتعلم كيفية التحكم في تعبيرات وجهك، وحاول إظهار شعورك بالهدوء بدلاً من السماح لجميع الأشخاص بمعرفة أنك مُحبط أو تحت ضغط.

وتباعاً، سوف يعزز ذلك المهارات التقديمية لديك، لذا اجعل "لغة الجسد" لغتك الثانية بعد اللغة الأم ، وتصرف كأنك تتحدث العديد من اللغات.

اجعل الناس يشعرون بالرضا والارتياح

فالأشخاص الذين يتمتعون بجاذبية شخصية يميلون إلى جعل الآخرين يشعرون بالرضا والارتياح. فهم لا يركزون على نجاحاتهم، ولكنهم يقضون الكثير من الوقت والجهد في محاولة لرفع معنويات الآخرين. ومن خلال جعل الآخرين يشعرون بالنشاط، فإنهم ينشؤون بيئة إيجابية، لذا فإن الناس ينجذبون إليهم بشكل طبيعي.

قدم المساعدة: ساعد الآخرين على الشعور بالرضا من خلال تقديم المساعدة والمشورة عند الحاجة. لا تُكثر الحديث عن إنجازاتك وكن مستمعاً جيداً.

امدح: الثناء هو عامل بناء قوي للناس. حيث يشجعهم على بذل قصارى جهدهم.

كن مرشدًا: يمكنك تطبيق ذلك من خلال تدريب الموظفين الأقل خبرة أو احضار الشكولاته لزملائك في العمل كنوع من التقدير. كما يمكنك التعاطف مع الآخرين وأن تقوم بتوزيع الابتسامات؛ فالابتسامات يمكن أن تجعل حياة الآخرين أكثر متعة وسعادة.

كن معطاءً خيراً: يجب أن تُعطي قبل أن تأخذ؛ العطاء هو طريقة ذهبية لإقامة العلاقات الإنسانية.

تمتع بمهارات الذكاء العاطفي

هناك علاقة قوية بين الذكاء العاطفي والكاريزما. إن الشخص الذين يتميز بذكاء انفعالي مرتفع يكونوا رحيم، ومتعاطف، ولديه وعي ذاتي، وعقلاني. وتمكنه تلك السمات الفريدة من الحفاظ على الهدوء عندما يكون تحت وطأة الضغوط، كما تمكنه من فهم كيفية التعامل مع الأشخاص عاطفياً.

وعندما تتمتع بالذكاء العاطفي، يكون التعاطف إحدى سماتك الرئيسية. ومع فهمك لشعور الناس، فسوف يكون بمقدورك مخاطبة عقلياتهم ورغباتهم واحتياجاتهم، مما يعني علاقات وروابط أفضل.

حافظ على الذكاء العاطفي والتعاطف من خلال السيطرة على مشاعرك، خاصة عندما تكون سيء المزاج. كما يجب الانتباه إلى تفاصيل الآخرين المتعلقة بلغة الجسد واختيار الكلمات لتحديد ما يحتاجون إليه بدقة وتحديد رد الفعل بشكل مناسب.

عزز الثقة بالذات والحَزم في اتخاذ القرارات

تتمتع الشخصيات الكاريزمية بثقة عالية بالنفس، وهم يفهمون تماماً كيف يكونوا حازمين عند اتخاذ قراراتهم.

ابحث حول كيفية بناء الثقة بالذات. ويمكنك تعزيزها من خلال تحديد بعض الأهداف الصغيرة والعمل على تحقيقها، وتعلم أشياء جديدة، وتطوير مهارات جديدة تساعدك على إنجاز عملك بفاعلية. كما يجب عليك بناء مهارات مخاطبة الجمهور حتى تتمكن من التحدث بطلاقة وثقة أمام الجماهير.

أما الحسم، على الجانب الآخر، فهو القدرة على التعبير عن احتياجاتك مع احترام احتياجات الآخرين. وبعبارة أخرى، أن تكون حازم في اتخاذ قراراتك يعني أن تكون مُهيمن، ولكن مع الحفاظ على الاحترام، والإنسانية، والنبل.

إن احترام الذات والحَزم في اتخاذ القرارات يعملان معاً لتعزيز جاذبيتك الشخصية وجعلك لافتاً أكثر للانتباه حيث أنك تحافظ على كل من ثقتك الشخصية واحترامك لاحتياجات الآخرين أيضاً.

طوّر مهارات التواصل

يمكن للأشخاص ذوي الشخصية الكاريزمية جذب الآخرين من خلال هدوئهم أو حديثهم. وبينما يعتمد الهادئون على سحرهم وليس على الكلمات التي قد تؤثر على الآخرين، فإن المتحدثون يعتمدون على جذب انتباه الجميع بحماسهم.

وفي الحالتين، فإن العامل المشترك هو "الثقة". يجب أن تحافظ على الثقة أثناء التواصل عبر قنوات مختلفة؛ المحادثات الشخصية، والاجتماعات، والخطابات الجماهيرية. إنها مهارة مجزية يفتقدها العديد من الناس.

ولا تنس أن الُمخاطب الجيد يستمع أكثر مما يتحدث. تعلم مهارات الاستماع واكتشف الطرق التي توضح للجميع أنك تهتم بهم وتستمع إليهم بعناية.

ارتدي من الثياب ما يقودك نحو النجاح

بينما تعمل على تطوير كاريزمتك وزيادة تأثيرك، يبدأ الناس في مراقبة كيفية اختيارك لملابسك. لذا، حاول ارتداء الملابس الأنيقة، وخاصة في مكان العمل. وعلى الرغم من أنها ليست من العوامل الرئيسية لتحقيق الكاريزما، إلا أنها عامل مساعد قوي يمكنك من جذب انتباه العديد من الأشخاص.

باختصار، يمكننا أن نلخص الكاريزما في ثلاث كلمات أساسية: الحضور، والتأثير، والقيادة. إنها مجموعة من السلوكيات والسمات التي يمكنك تعلمها. ابذل المزيد من الجهد لتطوير هذه السمة. وتعلم كيفية التحكم في لغة جسدك، وجعل الناس يشعرون بالرضا، والتمتع بمهارات الذكاء العاطفي، وتعزيز الثقة بالذات والحسم في اتخاذ القرارات، وبناء مهارات التواصل، وارتداء الملابس التي تسوقك إلى النجاح.

تذكر دائماً! مهما كانت الشخصية الكاريزمية، لن تتمكن من إرضاء الجميع طوال الوقت – لأن إرضاء الجميع غاية لا تُدرك.