لمَ على الأمهات المشغولات أن يعتنين بأنفسهن؟ اكتشفي الآن

image

تنسى الكثير من الأمهات معنى العناية بالذات مع انشغالهن بالعمل والأمومة في نفس الوقت، يضعون كل شيء آخر كأولوية دون التفكير في أنفسهن، فيُضحين براحتهن وسعادتهن في مقابل الاهتمام بالأطفال والعائلة، لكن ألا تعتقدين أن الوقت حان أخيرًا لتغيري طريقة تفكيرك؟


ليس أمرًا صحيًا أن تعتني الأمهات بالجميع عدا ذواتهن، فيجب أن ننشر الوعي الكافي حيال الفكرة الشائعة التي تروج للتضحية بالذات في سبيل إسعاد أطفالكِ، وأن نخبر الأمهات بحقيقة الأمر: أنتن بشر لديكن حقوق، واحتياجات، ومشاعر، وأحلام.
"لم العناية بالذات مهمة لهذا الحد؟"


أولًا: للتحسين من مزاجكِ العام، فالاهتمام بالذات يُخلصك من جرعات التوتر والضغط، ويساعدكِ للحصول على صحة عقلية أفضل.


ثانيًا: لتكوني أمًا وزوجة سعيدة، حالتكِ النفسية تؤثر على عائلتك بأكملها، فإذا كنتِ في حال سيئة، ستصبح عائلتك في نفس الحال.


ثالثًا: لأنكِ لستِ بطلة خارقة، ليس صحيًا أن تعلمي أطفالكِ أن يكونوا أفرادًا اعتماديين وغير مسئولين، عليكِ أن تطلبي المساعدة من كل فرد في العائلة، وتوقفي عن التظاهر بأن كل شيء تحت السيطرة.

ر ابعًا: أنتِ تستحقين ذلك، تعملين بجد حتى تستطيعين الموازنة بين حياتك العملية والعائلية، أعطِ نفسكِ بعضًا من التشجيع وعامليها برفق.

خامسًا: لتكوني أكثر إنتاجًا، تؤثر حالتكِ المزاجية والعقلية على مستوى إنتاجكِ وتركيزكِ بشكل هائل.

إذا أقنعتكِ الأسباب السابقة بالعناية بذاتك، دعينا نرشدكِ من خلال نقاش باقة من الحيل العملية لتحققي الاهتمام بالنفس.

1- ضعي صحتكِ كأولوية

توقفي عن قول: "لا أحتاج لزيارة الطبيب، سأكون على ما يرام بمرور الوقت"، صحتكِ هي الأولوية دائمًا، وكما ذكرنا سابقًا، إذا لم تكن الأم بخير، لن تكون باقي الأسرة على ما يرام، لن تعود تضحيتكِ بصحتكِ بالنفع على أي فردٍ.

نتفهم انشغالكِ وغرقكِ الدائم في مهامكِ اليومية، ولكن العناية بالذات ستجعل الأمور أكثر سلاسة بالنسبة لكِ، بداية من الشعور الدائم بالإرهاق، وانتهاءً بأفكاركِ السلبية المستمرة تجاه ذاتك.

يمكنكِ العمل على صحتك الجسدية من خلال زيارة الطبيب والقيام بفحص شامل، اسأليهم عن الفيتامينات التي يحتاجها جسدك واستمعي لتعليماتهم، تعاني الكثير من السيدات من شعور دائم بالتعب، دون إدراك الأسباب؛ يكون هذا أحيانًا نتيجة لبعض التغيرات الهرمونية أو نقص الفيتامينات التي يحتاجها جسدك، سيرشدكِ طبيبكِ للحل.

يعتقد البعض أن الصحة العقلية ليست بنفس أهمية الصحة الجسدية، حتى أنهم يعتبرونها نوعًا من الرفاهية الزائدة، وهذا غير صائب على الإطلاق، فإن صحتكِ العقلية أولوية دائمة، ليس من الضروري أن تكوني مصابة بالاكتئاب أو القلق المرضي، حتى تلجأي للطبيب أو المعالج، فهناك الكثير من صفاتنا الشخصية التي نحتاج تغييرها، ونحن في حاجة دائمة ليد تعيننا لحل مشاكلنا ومواجهة الصعاب الحياتية واختيار أسلوب الحياة الأمثل لنا.

2- تخلصي من الشعور بالذنب

"أنا أم سيئة؛ لأني أعمل ولا أعتني بعائلتي بالشكل اللائق"، هل تتبادر تلك العبارة لذهنكِ كثيرًا؟

لستِ وحدكِ في هذا؛ حيث أن الكثير من الأمهات يعتقدن أنهن مقصرات، حتى إن لم يعلنّ عن هذا بشكل كلامي، نحن هنا كي نخبركِ أنه أمر مقبول ألا تكوني أمًا مثالية، فمن منا مثالي؟
تبذلين قصارى جهدك من أجل الاعتناء بعائلتكِ وعملكِ في نفس الوقت، شعوركِ الدائم بالذنب لن يُحسن من الأمور، كوني أكثر رفقًا بذاتك.

الشعور بالذنب لدى الكثير من الأمهات يدفعهن إلى إهمال العناية بأنفسهن؛ نتيجة اعتقادهن في عدم استحقاق الحب والاهتمام، لنفكر بشكل عملي أكثر، أنتِ إنسانة لديها حقوق مثل عائلتكِ تمامًا، رجاءً فكري في ذاتك وضعيها أولوية، عامليها برفق كما تعاملين الآخرين.

تجعلكِ عنايتكِ بذاتكِ مثالًا يحتذى به لأطفالكِ، تخيلي أنهم يكبرون أثناء مشاهدتكِ وأنتِ تحبين نفسكِ وتهتمين بها، يتعلم الأطفال من خلال المراقبة الدائمة، سيُطبقون نفس الممارسات على أنفسهم مع الوقت، كحب الذات واحترامها وتقديرها، يمكنكِ أيضًا أن تجعليهم يشاركون في أنشطة تتعلق بالأمر، كممارسة اليوجا أو القيام بما تحبين من نشاطات.

3- استقيظي مبكرًا

الاستيقاظ مبكرًا
يبدو الاستيقاظ مبكرًا أمرًا صعب التطبيق، ففكرة الخلود للنوم مبكرًا والاستيقاظ قبل شروق الشمس تُرعب الكثيرين، ولكن لو تعلمين فوائد الاستيقاظ مبكرًا، ستلتزمين بالأمر لبقية حياتك، حتى لو كانت بدايات تطبيق هذا صعبة بعض الشيء.

يحدد الصباح الكثير من مسار بقية يومك، فاستغلال الصباح الباكر يمكنه أن يغير الكثير من الأشياء للأفضل، فالاستيقاظ مبكرًا يحسن من صحتكِ العامة ويعزز من مناعتكِ، يسمح أيضًا لكِ بإنجاز الكثير من العمل مبكرًا قبل أن يزدحم يومكِ، وستشعرين أن اليوم أصبح أطول.

حاولي الاستيقاظ قبل الجميع، حضري لنفسكِ كوبًا من الشاي، واجلسي في شرفتكِ، مُشاهدة شروق الشمس الرائع، سيُحسن هذا كثيرًا من حالتكِ المزاجية، دوني ملاحظاتك وقائمة مهامكِ في دفتر، فالتخطيط لليوم بذهنٍ صافٍ يجعلها أكثر سلاسة، وسيعطيكِ روتين الصباح هذا جرعة إيجابية لباقي اليوم، وإذا تعبتِ في منتصف اليوم، حاولي أخذ قيلولة قصيرة.

4- خططي للنشاطات

يمكن للمهام أن تبدو كعبء ثقيل، إذا كانت محض أفكار مجردة، فالتعبيرعنها على من خلال الكتابة، سيساعدكِ كثيرًا على فهم الأمور بشكل واضح، يمكنكِ تقسيم الأفكار وتصنيفها حسب أهميتها والوقت المتاح لتنفيذها، رجاءً تجنبي كتابة الكثير من المهام، وتذكري أنك لستِ مُلزمة للقيام بكل تلك الأمور، فأنت فقط تعبرين عنها حتى تستطيعين فهمها بشكل أفضل.

وقت للذات: يمكنكِ في هذا القسم كتابة كل ما يتعلق بكِ من نشاطات تودين تكرسيها لذاتكِ، على سبيل المثال: أخذ حمام دافيء، أو الذهاب للتسوق، أو مشاهدة فيلمكِ المفضل، أو الذهاب لصالون التجميل، أو الذهاب للتمشية، أو مقابلة الأصدقاء، أو حتى إعداد فطيرة تفاح لذيذة لنفسكِ.

وقت العائلة: دوني هنا النشاطات الخاصة بالعائلة، على سبيل المثال: إحضار أطفالكِ من المدرسة، قضاء وقت لطيف معهم، أو الخروج في موعد مع شريك حياتك،أو زيارة والديكِ أو المذاكرة لأطفالك.

وقت العمل: يمكنكِ تدوين كل النشاطات المتعلقة بالعمل هنا، بداية من مهامكِ المهنية، انتهاءً بتحضيركِ للوجبة التي تتناوليها في استراحة الغداء.

5- دعي عائلتكِ تشارك

أب وابنة يعملون في المنزل
واحدة من أعظم الأخطاء التي ترتكبها معظم الأمهات هي أنهن يتحملن عبء الأعمال المنزلية وحدهن دون طلب المساعدة من الزوج أو الأطفال، رجاءً عزيزتي، لا تقومي بهذا؛ فإنه لا يعود بالنفع عليكِ أو على عائلتكِ مُطلقًا.

عندما تُستَهلَك طاقتكِ، لن تستطيعي تقديم أي من الحب أو الاهتمام لمن حولكِ، لم تُخلَق الأمهات للقيام بالأعمال المنزلية أو لخدمة العائلة، دعي شريك حياتكِ يقوم بمهام منزلية، تحدثي معه بشكل حضاري وناقشي الأمر بوضوح.

يمكنكِ أيضًا جعل أطفالكِ يعتادون على المساعدة من خلال إيكال مهام بسيطة لهم، على سبيل المثال: وضع الأطباق المتسخة في غسالة الأطباق، بهذا تجعليهم أشخاصًا أكثر استقلالية والتزام.

للحصول على وظيفة أحلامك، انقري هنا.