ميرا الحوراني: "العلامة التجارية الشخصية القوية" هي مفتاح الحصول على وظائف مع قادة السوق

image

"كُلنا أمهات" ... منصة يتردد اسمها كثيراً اليوم في الأوساط النسائية. تُعد "كلنا أمهات" أول منصة موجهة لعقول النساء حول العالم. وتقدم المنصة استشارات للأمهات العربيات الراغبات في متابعة شغفهن مع خبراء في مختلف المجالات. وتهدف إلى ترك بصمة إيجابية على حياة كل أم مغتربة عاملة.

تتضمن المنصة قصصًا ملهمة وتجارب شخصية وقصص نجاح واقعية ومقالات متنوعة تدعم الأمهات وتوجههن إلى ما هو أفضل لهن ولأطفالهن. تقول ميرا حوراني، مؤسسة "كلنا أمهات": بذلنا الكثير من الجهد في بناء هذه المنصة وتحقيق ما وصلنا إليه اليوم.

ترغب في معرفة المزيد عن ميرا حوراني؟

ميرا حوراني هي مؤسسة ومديرة موقع أمهات، تتمتع بخبرة 14 سنة في الإمارات والأردن. وهي أيضًا خبيرة في التسويق الرقمي والاستراتيجيات التسويقية الشاملة. حصلت ميرا على شهادة البكالوريوس من كلية الآداب وشهادة الماجستير في الأعمال الدولية والتسويق من الجامعة الأردنية. وعملت في قطاعات التسويق الإلكتروني لـ8 سنوات في الإمارات مع علامات تجارية عالمية ومحلية. وأدارت أيضاً ميزانيات تتجاوز المليون دولاراً وحققت أهدافاً رقمية كبيرة.

أجابتنا ميرا في هذا الحوار عن تساؤلات عديدة تتعلق بالتواجد الرقمي، وكيفية الوصول إلى مسؤولي التوظيف في الشركات العالمية، واختيار فريق العمل، وقصص النجاح الملهمة، والمزيد من التساؤلات الأخرى التي كانت إجاباتها بمثابة دروسًا علمتنا الكثير.

دعنا نتعمق أكثر في هذا الحوار الممتع: 

لديك ما يزيد عن 15 ألف متابع عبر المنصات الرقمية. هل يمكنك إخبارنا بجميع الاستراتيجيات المُتبعة للوصول إلى هذا الرقم وما هي النصائح التي تقديمها للحفاظ على وجود رقمي قوي؟

تمكنت من الحصول على هذا العدد بعد 6 سنوات من العمل. لذا، أرى أن العدد مقارنة بالسنوات قليل جداً. لكن، يمكنني القول أن أغلب هذا العدد جاء نتيجة "المحتوى الجيد". وفيما يتعلق بالاستراتيجية، في خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، أصبحت أبذل المزيد من الجهد. وكلما زاد الجهد، زاد عدد المتابعين.

نصيحتي أن "صانع المحتوى" أو أي شخص يتواجد على السوشيال ميديا عليه التركيز على "الجودة" وليس الكم، والتركيز على الرسالة القوية المهمة، وأن يتحدث حول موضوعات يكون لديه خبرة بها. لا يرتجل، ولا ينسخ، ولا ينشر معلومات غير موثوقة. لابد أن يتمتع بالمصداقية وأن تكون نيته سليمة لخدمة المجتمع هي أساس توجهه.

عملتِ مع رواد السوق مثل العبار، وشيفروليه، ونستله، ودبي باركس آند ريزورتس، وفنادق هيلتون، وإعمار، وغيرهم الكثير. في خضم تلك المنافسة الشديدة، كيف تميّزتِ عن الجميع وماذا تعلمتِ أثناء العمل مع هذه العلامات التجارية الكبرى؟

نعم، الحمد لله. كان لي الشرف أن أعمل مثل هذه الشركات. عملت مع بعضهم كموظفة ولكن في أغلب الحالات كنت أعمل بعقد مؤقت. وكان السبب الرئيسي وراء عملي معهم "العلامة التجارية الشخصية" من خلال شركات أو أفراد تعاملوا معي من خلال مقابلة أجريتها، أو مشروع صغير أنجزته، أو عن طريق منصة لينكد إن.

كيف تميزت معهم؟ أرى أنهم هم من أضافوا لي بالعمل معهم، حيث عملت على المحتوى التسويقي الخاص بالإعلانات لديهم سواء على الإنترنت أو أرض الواقع. لذا، أشعر بعظيم الفخر للعمل معهم.

كأردنية تعيش في الإمارات العربية المتحدة، هل يمكنكِ ذكر بعض الاختلافات الجوهرية التي لاحظتيها كامرأة عاملة؟

حقيقةً، كانت 80% من خبرتي العملية في الإمارات. لم أعمل في الأردن سوى 3 سنوات مع شركة واحدة. لذا، الإمارات تمثل تجربتي الحقيقية.

وإذا قارنت بين الأردن والإمارات، أرى أن الإمارات تتمتع بتنوع أكثر حيث تعدد الجنسيات وسرعة سوق العمل. كامرأة عاملة، أرى أن أهم الاختلافات الجوهرية تتمثل في الانفتاح وتقبل وجود المرأة في سوق العمل أكثر.

أتذكر أنه عندما كنت أعمل في الأردن كان عدد الموظفين الإناث 12 سيدة مقارنةً ب 120 شاباً. لذا، فتلك النسبة قليلة للغاية. وتلك النسبة بناءً على ما شهدته في الأردن منذ عشر سنوات، لا شك أن هذا تغير تماماً الآن ومازلنا نطمح للأفضل.

أما في الإمارات، فوجود السيدات في سوق العمل عظيم بنسبة تقارب ال50%، وفيه بعض الحالات هناك فرق عمل كاملة من السيدات فقط.

الاختلاف الثاني يتمثل في توافر خيار "العمل من المنزل" منذ اللحظة الأولى لوجودي في الإمارات نتيجة لتقدمها الهائل في مجال التكنولوجيا. هم يتبعون سياسة "طالما أنت متصل بالإنترنت، يمكنك الإنجاز" وهذا لم يكن متاح في الأردن.

على لينكد إن، أنتِ الشخص "الداعم دائمًا". من وجهة نظرك، كيف يمكن لأصحاب العمل دعم موظفيهم، ومزايا دعم الآخرين بشكل عام، ومن هو أهم داعم لك في حياتك المهنية والشخصية؟

أتمنى أن أكون فعلاً هذا الشخص. في آخر وظيفتين عملت بهم كانوا مديري داعمين لي للغاية بمعنى أنه عندما كنت أخطأ كانوا يدعموني ولا يقللوا من عملي لأن جميعنا يخطئ وكانوا دائمي التعبير عن الامتنان والتقدير. وهذا ما كان بمثابة درس لي طبقته عندما أصبحت أنا المديرة المسؤولة عن الفريق كاملاً. وكانوا يرددون دائمًا سؤال: "كيف يمكنني مساعدتك لتخطي هذه المرحلة؟" وهذا ما نردده جميعنا الآن من ضرورة وجود "التعاطف".

يؤكد جميع رواد الأعمال الناجحين الآن أيضًا على ضرورة محاسبة نفسك أولاً، كمدير" لماذا يخطئ الموظف؟ قد يكون سوء توجيه، قد يحتاج المزيد من التدريب، إذا قُمت بجميع مسؤولياتك كاملة وهو مستمر بالخطأ فهذا دليل على عدم رغبته في التعلم وهذا ما أحرص عليه دائمًا. أحاول تقديم الدعم، التوجيه، والتشجيع دائمًا. والسماح للأشخاص بإبداء آرائهم واتخاذ القرارات حيث أؤمن بضرورة الحفاظ على روح الفريق.

فريق عمل "كلنا أمهات" يضم 7 سيدات و3 شاب .. كيف تختارين فريقك؟ وما هي أكثر المهارات المطلوبة التي تبحثين عنها في كل مرشح؟

يُمكنني القول بأنهم هم من اختاروني ونشرت تلك القصة سابقًا على لينكد إن. تعرفت على معظمهم رقميًا، وبعضهم عملت معهم سابقًا... وينطبق هذا على واحد من الشباب العاملين معنا الآن.

أشعر أن هذا المشروع يحتاج إلى "لمسة أنثوية" ليعبروا حقًا عن ما تمر به المرأة العاملة. لذا، اختار السيدات أما الشاب فهو يعمل على الجانب التقني.

ما هي النصيحة التي كنت تتمني لو سمعتيها مبكرًا في حياتك المهنية عن المرأة والعمل؟

لو يعود بي الزمن سأكون واثقة من نفسي أكثر ولن أخجل أنني أم. كنت أشعر بالخجل أو الخوف أن يتم رفضي ولا استطيع الحصول على الوظيفة لأني أم. كان الأمر مجحف قبل كورونا، لكن الآن أصبح الأمر طَبِيعِيًّا.

يميل الموظفون الآن إلى بدء أعمالهم الخاصة، إما من خلال الشركات الناشئة أو العمل المستقل. ما هي أهم نصيحة توجهينها لهم للحفاظ على أعمالهم على المسار الصحيح والتغلب على تحديات الفترة الأولى التي قد يواجهونها؟

في جميع الأحوال نصيحتي واحدة، قبل أن يبدأ الشخص في التوجه إلى عمله الخاص عليه أن:

  • لا يترك وظيفته
  • يضع خطة بديلة
  • يحاول تخفيف المخاطر قدر الإمكان
  • تخفيف النفقات من خلال الاعتماد على مجهوده الشخصي والمتطوعين
  • تعزيز الثقة بالذات
  • العمل على "اللاوعي": هناك كتاب بعنوان "قوة عقلك الباطن"، يقول كاتبه "ميرفي":عليك التفكير باستمرار في النجاح والأرباح والأحلام وسترى جميع ما تفكر به حقيقة على أرض الواقع .
أنا شَخْصِيًّا أكتب أحلامي على ورقة وأعتمد على متدربين ممن يرغبون في دخول سوق العمل؛ أدربهم وأعلمهم واستفيد أيضًا من مهاراتهم في إنجاز عملي.

الأكثر قراءة