الاستماع الفعال: ما هو وما أهميته وكيف تصبح مستمعًا فعالاً؟-د.جوب

image

لا تشارك في الحوار ولا تعبر عن آرائك بل تتبنى نهجًا جديدًا مختلفًا وهو ما يطلق عليه اليوم "الاستماع الفعال". ويأتي الاستماع الفعال (Active Listening) بين أكثر المهارات طلبًا من قبل أصحاب الأعمال اليوم إذ يتبنى الشخص الذي يتمتع بهذه الميزة أسلوب تفاعل مميز قائم على التفاعل والتفاهم أولاً، ودائمًا ما يسلك سبلاً مختلفة عبر أساليب لفظية غير حصرية للتعبير عن رأيه.

ويعد الاستماع الفعال أمرًا مهمًا للغاية لضمان التواصل الفعال إذ يشمل قدرة متزايدة على الاستماع والتي تتجاوز مجرد الاستماع إلى ما يُقال ("الاستماع السلبي") ليقود الشخص إلى إظهار اهتمام حقيقي بالحوار بطرق متوازنة حسب كل موقف. ويضمن ذلك التميز في إدارة العلاقات الاجتماعية والرغبة في تحسين النتائج والاستماع إلى الآخر بطرق واعية.

ما هو الاستماع الفعال؟

ما هو الاستماع الفعال؟
يمكننا تبسيط مفهوم الاستماع الفعال بقول أن التحدث هو وسيلة للتعبير عن الذات بينما الاستماع هو طريقة للترحيب بالآخرين في الذات.

بمعنى آخر، الاستماع الفعال هو نظام الاتصال الذي يتبناه أولئك ممن يظهرون أنهم يفهمون أفكار الآخرين ويعبرون - في وقت لاحق فقط- عن أفكارهم.

ويخلق هذا السلوك اتصالًا يُعبر عنه أيضًا عن طريق الإشارات الجسدية، مثل نبرة الصوت، والموقف، وإظهار المشاعر حسب ما يقال

اقرأ أيضًا:

ولا يشمل الاستماع الفعال أي نوع من أنواع الرفض التي قد تؤثر سلبًا على العلاقات أو أهداف الطرفين من الحوار.

من يتحدث، يشعر بوضوح أنك تتبعه وتفهمه، من دون أن يحكم عليه، وقبل كل شيء، من دون أن تطغى عليه، أثناء الحوار، من خلال تضمين الملاحظات والآراء الملازمة لما يقوله فيشعر بالضغط وهذا ما يطلق عليه "الاستماع التنافسي".

الاستماع الفعال يعزز النمو المهني ...

الاستماع الفعال يعزز النمو المهني ...
في الواقع، لا يركز المستمع الفعال فقط على ما يقال وحسب، ولكنه يُظهر أنه يريد أيضًا فهم الدوافع وراء هذه الحجج، وإنشاء قناة اتصال قائمة على التعاطف.

ليس ذلك فحسب: يتيح لك الاستماع الفعال تفصيل محتوى حديث الآخرين، وزيادة الوعي والتحكم في ردود الفعل فيما يتعلق بالحوار.

وإذا حاولت الاستماع بنشاط إلى ما يقال لك، فسوف تقيّم وجهة نظرك الشخصية حول الموضوع تلقائيًا.

ويمكن أن يكون هذا الموضوع تفاوضًا أو تقريرًا أو مشروعًا مشتركًا أو مشكلة تحاول العثور على حل لها: وفي الأحوال جميعها، مع الاستماع الفعال أو الاستماع النشط، ستصبح أكثر استباقية.

ولهذا السبب أيضًا، يُقال إن الاستماع النشط يعزز النمو الفردي ويدعم التفوق الشخصي.

اقرأ أيضًا:

وهنا وإذا كنت ترغب في تعريف الاستماع الفعال بكلمة واحدة، يمكنك استخدام التعبير الأكثر ارتباطًا بأساليب التنفيذ، أي "التوافر".

لمن يكون الاستماع الفعال مفيدًا

لمن يكون الاستماع الفعال مفيدًا
دائمًا ما يكون الاستماع الفعال مفيدًا عندما نرغب أن يكون لدينا اتصال فعال وممتع مع من يحاورنا. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين يهتمون أكثر بهذه القدرة لأنها تؤثر إلى حد بعيد على أداء ونتائج أنشطتهم. دعونا نرى بعضًا منهم:

  • الأشخاص الذين يرغبون في اكتساب المهارات أو تطويرها لممارسة شغفهم على أفضل وجه؛
  • العمال الذين يحتاجون إلى اكتساب المهارات أو تطويرها لتحسين مستوى وجودة وكمية عملهم.
  • الأفراد الذين يتعين عليهم ممارسة فن التفاوض والإقناع للعمل، مثل مندوبي المبيعات والتجار والقادة وغيرهم.

كيف تتعلم الاستماع الفعال؟

كيف تتعلم الاستماع الفعال؟
لكي تعتاد على الاستماع بفاعلية، ستحتاج إلى تطوير عقليتك: فالأمر لا يتعلق فقط بتشجيع موقف طبيعي أو اكتسابه، لأن الاستماع الفعال هو سلوك يجب أن تعتاد عليه ليصبح تلقائيًا فتهتم بالحديث وتختار الوقت المثالي لتقديم ملاحظاتك.

ويمكنك الاستعانة بمدرب مهارات ليوجهك نحو الاتجاه الصحيح في البداية إذ يختلف الأمر حسب الشخصيات وطبيعتها.

ما مدى أهمية الاستماع النشط؟

يتلخص الاستماع الفعال في إدراك الحدود التي يفضل عدم تجاوزها للحفاظ على استمرار الحديث من دون أن يشعر أحد بالقلق من الموقف.

ومن خلال الاستماع النشط، يمكنك إنشاء شبكة من الاتصالات الآمنة والتي ستكرر نفسها بتناغم بمرور الوقت مع منظور تعاون واضح لجميع الأطراف المعنية.

تقنيات وآليات تنفيذ الاستماع الفعال

إذا كنت تريد التواصل بفاعلية، فيجب عليك أولاً ترتيب أولوياتك.

هذا يعني ترتيب المتطلبات حسب الأهمية وحسب الأهداف المراد تحقيقها: على المستوى العملي، يُترجم هذا النشاط العقلي إلى ربط رقم بكل غرض سيكون أعلى كلما كان مشروعًا معينًا أكثر أهمية بالنسبة لك.

هناك تقنيات وتمارين تترجم إلى سلوك: بمجرد اكتسابها، ستجد نفسك تكررها تلقائيًا وستلاحظ زيادة في نتائجك، سواءً في المجالات الشخصية أو المهنية.

مارس فن الصبر
الاستماع بفاعلية إلى المتحدث يعني السماح له بالتعبير عن مفاهيمه بطريقته الخاصة: لا تقاطعه أثناء حديثه ولا تتدخل في حججه ("تكلم، أنا أستمع إليك").

دعه يقدم مقترحاته، وفي نهاية حديثه فقط، تدخل بالتعبير عن رأيك أو مقترحاتك المضادة.

هذا لا يعني استعباد الآخر، أو عدم مواجهة مشاكله: بل على العكس، يعني تحديد المساحات وإتاحة الفرصة له للتعبير عن آراءه، ثم تقديم الحلول له.

تعلم أن تنتبه
عند البدء في الاستماع بنشاط، من الضروري التركيز على الحوار من دون تشتيت الانتباه.

لذا، ركز انتباهك على الحديث واترك بقية أفكارك جانبًا: ستلاحظ الفرق لاحقًا، إذ تصبح مستمعًا جيدًا ومتحدثًا فعالاً.

تواصل من دون إصدار أحكام
لا يمكن أن يخضع محتوى الرسالة التي تسمعها لأي حكم تقييمي: هذه النقطة صعبة التطوير للغاية، لأن أول شيء يفعله عقلنا عندما يتلقى معلومات هو إبداء رأي بشأنها ("صحيح"، "أنت مخطئ"، "من الأفضل لك ...").

على الرغم من أن الحكم العفوي غالبًا ما يكون أمرًا لا مفر منه، إلا أنه يمكنك تجنب التعبير عنه، وفي الواقع، يجب عليك بالتأكيد أن تلتزم فقط بإظهار فهمك لما قيل لك ولاحتياجات المتحدث ("أنا أفهم، استمر").

وبهذه الطريقة، تكون المقارنة مباشرة، وتتحدث في اللحظة التي ينهي فيها حديثه مباشرة ويصبح استماعك "فعالاً" حقًا.

اقرأ أيضًا:

استخدم لغة الجسد
لإظهار انتباهك، استخدم أيضًا الرسائل غير اللفظية: حافظ على وضع مريح ولكن حاضرًا، أكد برأسك، وتجنب النظر بعيدًا عن المتحدث.

لا تنظر بعيدًا ولا تنشغل بأشياء أخرى كتصفح المستندات، والتحقق من الرسائل على هاتفك، والترحيب والابتسام للأشخاص ممن يقفون خلف من يتحدث إليك.

اقرأ أيضًا:

مقابلات العمل: كيف أزيد من ثقتي بنفسي باستخدام لغة الجسد؟

تصرف بشكل فعال ومباشر
يمكنك أيضًا التحدث باختصار، وإعادة الصياغة- بكلماتك الخاصة- لما قاله المتحدث ("لا أعرف كيفية إتمام الصفقة" / "هل تخبرني أنك لا تعرف كيف تربح في تلك المفاوضات؟").

يأخذ الاستماع الفعال لما يقال لك شكلاً ملموسًا في إظهار أنك قد فهمت كل كلمة، وفي نهاية الأمر، في تقديم ملاحظات شخصية.

دائمًا ما يكون هدف الاستماع الفعال هو التعبير جسديًا عن الاهتمام بحديث الشخص، وفهمه/ والرد عليه في النهاية.

وهذا ليس سلوكًا مكتسبًا، لكن ينبغي التدريب عليه حتى يصبح سلوكًا عاديًا تلقائيًا تمارسه مع الجميع.

10 أسئلة يجب أن تبحث عن إجابات عنها حول الاستماع الفعال
  1. هل تجد صعوبة في الاستمرار في التركيز عندما يتحدث شخص ما؟
  2. عندما يتحدث الشخص هل تفكر في شيء آخر؟
  3. هل تنهي الخطاب أم تقاطع المتحدث؟
  4. عندما يتحدث الشخص هل تفكر بالفعل في الإجابة؟
  5. هل ترد حتى عندما لا تفهم رسالة المتحدث؟
  6. هل تطلب توضيحات ورؤى لفهم الرسالة بشكل أفضل؟
  7. هل تدرك عواطفك أثناء الحوار؟
  8. هل يمكنك تعليق الحكم حتى ينتهي الحوار؟
  9. هل يمكنك مواجهة جدال حتى عندما يختلف الطرف الآخر حول قضية ما؟
  10. في نهاية الحوار، هل تتأكد من فهم رسالة كلاكما؟
كيف تشجع الاستماع الفعال؟
كيف تشجع الاستماع الفعال؟
ماذا لو كنت تتحدث والشخص الآخر ليس مستمعًا نشطًا؟ لقد وجدنا أنفسنا جميعًا في موقف كان فيه الشخص الذي يستمع إلينا مشتتًا أو غير مهتم. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في هذه الحالة:

ابحث عن موضوع يثير اهتمامكما. ينجح ذلك خاصةً أثناء المحادثات القصيرة حيث التعرف على بعضكما البعض.

طبق مهارات الاستماع الجيد بنفسك. عوضًا عن محاولة التحدث إلى شخص ليس مستمعًا جيدًا، كن مستمعًا جيدًا لتوجهه إلى كيفية أن يصبح مستمعًا أفضل.

اترك المحادثة إذا كان من الواضح أن الشخص الآخر مهتم فقط بالتحدث.

الاستماع الفعال- الخاتمة

الاستماع الفعال هو مهارة اجتماعية مهمة لها قيمة في مجموعة متنوعة من السياقات الاجتماعية. مارس هذه المهارة كثيرًا وستصبح أسهل بالنسبة لك. وإذا وجدت صعوبة في الانخراط في الاستماع الفعال، ففكر في ما إذا كان هناك شيء يعيقك، مثل القلق الاجتماعي أو مشاكل عدم الانتباه.

وإذا كنت تشعر بعدم القدرة على الاستماع بفعالية، فقد يفيدك التدريب على المهارات الاجتماعية أو قراءة كتاب المساعدة الذاتية عن مهارات التعامل مع الآخرين.

وبعد إتقان تلك المهارة المطلوبة للغاية في الأوساط المهنية اليوم، يمكنك التقديم على فرص عمل كثيرة عبر الزر التالي: