العمل المرن هو "الوضع الطبيعي الجديد" في عام 2021

image

في عام 2020، غيّر كوفيد-19 جميع أنشطة حياتنا، لا سيما العمل. لقد تبين أن العمل "نشاط" يمكن للأشخاص ممارسته في أي مكان، ليس فقط في المكاتب. كما أصبحت الشركات تبحث عن المواهب، وليس فقط الموظفين ذوي سنوات الخبرة الطويلة ودرجة البكالوريوس.

لذلك، ستكون نماذج العمل المرنة هي "الوضع الطبيعي الجديد" في عام 2021، مما يزيد من حجم مشاركة الموظفين والإنتاجية والمكاسب الاقتصادية.

 وستعمل أربعة اتجاهات أساسية على تحقيق ذلك بنجاح:

تحول المعارضون إلى أنصار

أدى تطبيق نظام العمل عن بُعد عالميًا بسبب الوباء إلى تغيير الصور النمطية القديمة حول العمل عن بُعد. على الرغم من أن المديرين وأصحاب الأعمال كانوا على اقتناع دائم بأنه لا يمكن إنجاز "الوظائف فعليًا" خارج مكان العمل، إلا أنهم يدركون الآن تأثير العمل عن بعد الإيجابي على مشاركة الموظفين، والتوازن بين العمل والحياة، والصحة العقلية، والتكاليف، والبيئة.

فوفقاً لاستطلاع أجرته شركة سايتركس، يشعر 70 موظفاً من أصل 10000 موظف في ست دول بأنهم أكثر إنتاجية أثناء العمل من المنزل. ويعتقد 83 أن نجحوا تمامًا في الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة عندما العمل خارج مكاتبهم.

وفي العام المقبل، ستأخذ الشركات الذكية هذا في الاعتبار وتطبق نماذج العمل عن بُعد المدعومة تكنولوجيًا مما يسمح لهم بالاستفادة من القدرات الجديدة ومجموعات المواهب... متجاوزين بذلك قيود المسافات التي تفصل بينهم وبين مراكز العمل التقليدية (المكاتب ومراكز الاتصال، إلخ) ومستفيدين من المزايا التي تقدمها الشركات.

هروب الموظفين من المكاتب

بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، التي تشمل التباعد الاجتماعي والفحص وارتداء الكمامات، سيهرب العديد من الموظفين من الذهاب إلى المكتب كل يوم لتجنب هذا القلق.

قال 64 موظفًا أمريكيًا من أصل 2000 ممن شاركوا في استطلاع منفصل لشركة سايتركس إنهم لم يشعروا بالأمان عند الذهاب إلى المكتب لمدة شهر أو أكثر. وقال ثلاثة في المائة إنهم لا يريدون العودة إلى العمل بدوام كامل.

إدراكًا لذلك، يمكن للشركات إعادة تصور تصميم مكان العمل بما يتماشى مع أهداف واحتياجات الموظفين الجديدة لتمكين الموظفين من التفاعل بسهولة وفعالية مع زملاء العمل والعملاء لتعزيز الإنتاجية والقيمة.

الموقع لا يهم

إذا كنت تبحث عن منصب كبير، فعليك الانتقال إلى مدينة كبيرة للعثور عليه والاستمتاع به. ولكن نظرًا لأن الوظيفة أصبحت افتراضية، فقد أصبح "الموقع" الآن أقل أهمية عند التفكير في التقدم والتطوير الوظيفي. اتفق واحد من كل أربعة مشاركين في استطلاع آخر لشركة سايتركس شمل 2000 موظف أمريكي أنهم تركوا منازلهم في المدن الكبرى أو يستعدون للقيام بذلك بسبب:

  • أصبح عملهم الآن عن بُعد بنسبة 100٪ وسيكون دائمًا (37٪)
  • يجب عليهم الذهاب إلى مكان العمل مرة واحدة فقط في الأسبوع (25٪)
  • أثبت الوباء أنه يمكنهم القيام بعملهم من أي مكان (22٪)

متابعة الشركات للمواهب الفعالة وجذبها والحفاظ عليها

حتى في ظل الوباء، فإن البحث المضني عن المواهب لم يتوقف. وظهرت الحاجة الملحة لتعيين المواهب خاصة مع محاولات الشركات للتكييف مع ظروف السوق المتغيرة واحتياجات المستهلكين. ورغم أن الموظفين الموهوبين قد يكونون قلة، إلا أنهم موجودين في كل مكان. 

وفقًا لدراسة استقصائية أجراها مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال، اتفق 95% من الموظفين المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 2500 موظف أنهم سيعملون من المنزل يومين أو أربعة أسبوعيًا، إذا أتيحت لهم الفرصة. وبين 60% و70% قالوا إنهم سوف يعملون من مقاهي قريبة، وأماكن عمل مشتركة، وغير ذلك من المواقع البعيدة على الأقل يوماً واحداً في الأسبوع.

ونظراً لنماذج العمل المرنة وتقنيات مكان العمل الرقمية، فإن الشركات سوف توظف شريحة مهملة من الموظفين الموهوبين ممن يتمتعون بمهارات مطلوبة للغاية ولكن كان يتم تجاهلهم لأن نماذج العمل التقليدية لم تناسب حياتهم أو مسؤولياتهم. كما لم يتوفر لهم المساحة اللازمة للعمل والنجاح من أي مكان. لذا، يتوقع مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال أن تزداد المكاسب الاقتصادية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بما يزيد عن 2 تريليون دولار وأن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10.2%.

ورغم أن المستقبل مجهول، إلا أن الشركات بلا شك ستواجه العديد من العقبات مستقبًلا. لكن، أغلب الشركات التي تتبنى نماذج مرنة وتقنيات ناشئة ستخلق طرق عمل جديدة تمكن الموظفين من بذل قصارى جهدهم ودفع ريادة شركاتهم إلى الأمام.

الأكثر قراءة