حوار افتراضي بين القارات

image

قالت أوروبا، وهي متكئة على قمة جبال إلبروس الروسية: ما بالكم أيها الرحالة؟ لما المقارنة، فأنا الوجهة الأولى للسياح من كل دول العالم، ألا ترون مني ذاك التاريخ العريق؟ ألا ترون متاحفي وآثاري وقوانيني وبنيتي التحتية المهيأة للترحيب بكم؟ ألا ترون الخيارات الممتعة من بحيرات وجبال ومدن ومغامرات وتسوق، عملة واحدة في معظم دولي، فلا داعي للصرف ولا للانزعاج، لن أتكلم عن أجوائي الجميلة، فصيفي ربيع بالنسبة لكم، وشتائي تجربة بيضاء تفتقدونها في مدنكم، فحياكم فأنا أفتح أبوابي لكم - وخاصة لكم يا أهل الإمارات - فلا فيزا بإجراءات معقدة؟ ولا رحلات طويلة للوصول؟ عندي ستجدون أشهر الوجهات السياحية: باريس الأولى على العالم، تعالوا إلى برشلونة وروما ولندن وبرلين والبندقية والقائمة تطول. تمتعوا وزورا عجائبي - فعندكم نهر لَبْلَة «Tinto» في جنوب إسبانيا الذي تشبه مياهه دماء المقاتلين، وللمغامرين أقول: اقفزوا من فوق صخرة Kjeragbolten النرويجية المعلقة في الهواء، وبالإمكان زيارة أصغر مدينة في العالم «هوم - HUM» الكرواتية، التي لا يوجد بها إلا شارعان، ولم لا تزورن الحالمة Giethoorn جيثرون «أو خيثرون» بندقية هولندا، التي لن ترى فيها أي مركبات، فقط طرق مائية متقاطعة تضمك بين قنواتها.

Asia Continent

تثاءبت قارة آسيا ورفعت رأسها تبحث عن مصدر الصوت، قائلة: من هذه العجوز المزعجة التي تحاول أن تغري رحالة ومسافري العالم؟ وكيف تقارن نفسها بدولي ذات الطبيعة الساحرة؟ ألا يكفي دولك التي تتشارك معي في قارتي، ألا يكفي أن روسيا يقع معظمها في أرضي، ولا أعرف أهي جزء مني أم منكم؟ أنا الأكبر وأحتل 30 بالمئة من مساحة اليابسة و60 بالمئة من سكان الأرض يعيشون على أرضي، لدي الوجهات الأرخص في العالم، لن تجدوا أجمل من أجوائي، فهي مماثلة لما لديكم، وإذا كنتم تبحثون عن الجزر والمغامرات الشيقة بأسعار في متناول اليد، فتعالوا ولا تصدقوا هذه العجوز، فبعض مدنها مزدحمة وأسعارها تتعب الجيوب، لديّ أجمل المدن وأكثرها تطوراً في العالم، في دبي يوجد أطول برج على كوكب الأرض، أعلى نقطة هي عندي في جبال أفرست، كما ترون، نحن على القمة دائماً، أترغبون بزيارة أكبر كهف في العالم في فيتنام؟ لديّ المدن الشهيرة مثل بانكوك وشنغهاي وسنغافورة وكوالالمبور، ولا تنسوا كنوز الهند وسواحل المالديف وسحر جزر الفلبين.


وفي النهاية أقول: لكل قارة ميزة، ولكل وجهة ما تتفرد به، وأنا ضد المقارنات غير العادلة، فلا يجوز أن أقارن تفاحة بحبة عنب، ولا أن أقارن باريس بالمالديف، ولا أن أقارن بانكوك بزيلامسي، فهي مقارنة ظالمة، القاعدة تقول في كل دولة ووجهة سر، عرفه من عرفه، وجهله من جهله، فلا تجعل نقاش هذه القارات مصدر حيرة لك، اختر وجهتك وانطلق.

كتبه السيد: علي يوسف السعد لجريدة الاتحاد الإلكترونية.

الأكثر قراءة