كيف تصبح رائد أعمال برأس مال لا يتجاوز 3000 جنيهًا؟ خالد السيد، استشاري الأعمال، يجيب|د.جوب

image

تخرج من كلية الهندسة الصناعية، وأمضى طفولته في الإمارات، وعمل في خدمة العملاء والمبيعات والتسويق حتى أصبح استشاري أعمال رائد. يهوى القراءة ومكتبته لا تفارقه أينما ذهب، حصل على تكريم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والإنجازات لا تنتهي …

من هو خالد السيد؟ ولماذا حصل على تكريم من الدولة؟ وبماذا ينصحك لتبدأ حياة مهنية ناجحة في عالم الأعمال والتسويق من الصفر؟ وما هي الطرق غير التقليدية التي يرشحها لضمان كسب المزيد من المال؟ وما رأيه حول سوق العمل الجديد وكيف تستعد له بقاعدة عملاء ضخمة؟

حوارنا اليوم سيكون مرجعًا هامًا لك إذ ستستقي المعلومات من مصدر موثوق وذو خبرة عميقة تضرب بجذورها في عالم استشارات الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة والتسويق وغيرها.
أضمن لك قراءة ممتعة!

من هو خالد السيد؟

من هو خالد السيد؟
أنا خالد السيد مهندس مصري تخرجت من كلية الهندسة الصناعية- جامعة الإسكندرية.

شخصيًا، قضيت معظم سنوات طفولتي في دولة الإمارات العربية المتحدة نظرًا لعمل الوالد فيها.

وعمليًا، كان لتلك النشأة عظيم الأثر على مساري المهني إذ إنني أمضيت جزءًا كبيرًا من حياتي العملية في الكثير من دول الخليج مما ساعدني في التعرف على الكثير من الثقافات العربية والأجنبية.
ما ألهمني بدوره حيث الاطلاع على طرق التفكير المختلفة والمنهجيات المتعددة في مواجهة وحل المشكلات.

وعملت أيضًا في شركات متعددة الجنسيات في مصر وخارجها واكتسبت الكثير من الخبرات العملية بطرق منظمة واحترافية. وامتلك خبرة كبيرة في مجالات كثيرة، من بينها: خدمة العملاء، والمبيعات، والتسويق حتى وصلت إلى منصب مدير المنتجات التسويقي الإقليمي في شركتي السابقة وساعدني هذا كثيرًا حيث التعامل مع الإدارات المختلفة في شركة واحدة.


وحاليًا أعمل كاستشاري أعمال حر منذ عودتي إلى مصر وساعدني عملي الحالي كثيرًا في التعرف على صناعات جديدة وكبيرة لم أكن أعلم عنها شيئًا من قبل.

وعن إنجازاتي، كُرمت من السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في مسابقة أعدت خصيصا لعرض أفكار جديدة خارج الصندوق لحل مشكلات مصر المختلفة في عام 2014 وكان ذلك تكريمًا عن طرحي لتحويل إحدى محافظات مصر لمركز دولي لسياحة الأعمال إذ لقى هذا الطرح قبولاً واستحسانًا من لجنة الخبراء واختير مشروعي للفوز بالجائزة.

أما عن هواياتي، تأتي القراءة على رأسها حيث أمتلك مكتبة ضخمة تضم الكثير من الكتب في مجالات متعددة بدءًا من إدارة الأعمال وعلم النفس وصولاً إلى التاريخ وغيرها من المجالات الأخرى وهي رفيقة الدرب أنتقل بها من دولة إلى أخرى. وأهوى أيضًا ركوب الدراجات النارية والقفز بالمظلات وألعاب الهواء.

ما هي نصائحك لمن يود بدء حياة مهنية في عالم الأعمال والتسويق من الصفر؟

من أين يبدأ وكيف يحقق التميز في سوق العمل المزدحم بالكفاءات؟

بدء حياة مهنية في عالم الأعمال والتسويق من الصفر؟
سوق العمل مزدحم بالكفاءات، لذا لا بدّ من تحديد معيار النجاح للتميّز.
ويأتي تحديد الهدف على رأس أولويات رواد الأعمال ولا بد من أن يكون ذلك الهدف واضحًا وذي صلة بثقافة الفرد.

وهنا تأتي "سويفل" كمثال. لم تكن شركة "سويفل" هي الأولى من نوعها في تقديم تكنولوجيا النقل الجماعي، سبقها في ذلك تطبيقات أوبر وكريم، لكن هدف "سويفل" آنذاك كان ينبع من ثقافة المجتمع المصري؛ خدمة الطبقة المتوسطة التي لا تستطع تحمل تكلفة شراء سيارة أو الانتقال عن طريق سيارات الأجرة يوميا من وإلى العمل ولكن تود أن تهرب في الوقت ذاته من عناء التنقل عن طريق المواصلات العامة.

وهنا يكمن سر نجاح "سويفل": البحث عن حلول حقيقية لتلك المشكلة التي كانت تمثل مشكلة لهم أيضًا.
ونصيحتي لك هنا أن تحدد هدفك وتصدق ما تعمل وتؤمن به ليؤمن به عميلك بالتبعية وهذا هو سبيلك الأول للتميز. لا تضع المكاسب المالية هدفًا أساسيًا لك، بل اسع لأهدافك بإخلاص، والمال سيأتي لاحقًا.

"كل طريق هيكون في تحديات، بعضها ممكن تعديه والبعض الاخر لازم تسمحله ان هو الي يعديك زي الشجره الي بتفضل ثابته في وش الريح وسنبلة القمح الي بتميل معاه، بالتبعيه مرونتك في اتخاذ القرار وتغيير خططك واستراتيجياتك هو سلاحك الوحيد.".. نصيحة ذكرتها في إحدى منشوراتك على لينكد إن؟

هل تفضلت بطرح بعض نصائحك للأشخاص والشركات الناشئة كخبير في استراتيجيات إدارة الأعمال؛ ما أبرز التحديات التي قد يواجهونها عند البدء وكيف يمكن تجاوزها وكيف يمكن الحفاظ على الاستمرارية والتميز؟

الحفاظ على الاستمرارية والتميز
أساعد الكثير من الشركات الناشئة منذ مدة ليست بالوجيزة لتحسين أعمالهم وزيادة المبيعات ووفقني الله في مساعدة الكثير منهم في مجالات مختلفة.

وحسب تلك الخبرة، لاحظت أن الشركات الناشئة تصب التركيز الأكبر على ما يقدمون من خدمة أو منتج؛ فهناك دائمًا إدارة جودة شاملة واستخدام لأدوات التكنولوجيا الحديثة للتأكد من تقديم خدمات على أعلى مستوى. لكن، هناك دائمًا أيضًا خطأ مشترك ألاحظه ألا وهو الفهم الخاطئ لمفهوم "التسويق" من قبل تلك الشركات.
يتخيل السواد الأعظم أن التسويق يتلخص في الإعلانات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي أو على محركات البحث.

لكن، الإعلانات ما هي إلى أداة من أدوات النمو تستخدم في المرحلة الأخيرة من مراحل التسويق.
التسويق علم كبير! وهنا سأشرح لك.

لا شك أنك تعلم أن هناك جمهور مستهدف لك دائمًا عند صناعة الإعلانات الرقمية، لكن هل سبق وفكرت هل هؤلاء هم جمهوري الصحيح؟ وهل يمكن لهذا الجمهور أن يتحول لعملاء بسهولة؟

عليك تحليل العملاء لتحدد من يحتاج إلى خدماتك أو منتجك حقًا. وإن نجحت في هذا التحليل ستفاجأ بفئات جديدة من العملاء المحتملين لم تتصور أنهم قد يهتمون بما تعرض من خدمة أو منتج، بل وقد تفاجأ بأعداد من العملاء المحتملين تتفوق على أعداد ما تستهدفه من عملاء حاليين.

ولا تنس أيضًا! تحليل المنافسين لتكتشف منافسك؛ كيف يعمل؟ ومن يستهدف؟ ولا تجزم أبدًا بعدم وجود منافسين لك. لا مفر من وجود المنافس سواءً كان مباشر يبيع المنتج أو الخدمة الخاصة بك ذاتها أو غير مباشر يبيع خدمة أو منتج ذو صلة بما تعرضه ويفضل العميل التعامل معه دائمًا.

خلاصة القول، فهم طريقة عمل المنافس والتحديد الصحيح للعملاء إلى جانب فهم استراتيجيات التسعير واستراتيجيات العروض المختلفة هي أساس نجاح الشركات الناشئة إذ يمثل ذلك جزء بسيط للغاية من علم التسويق وهذا ما يغفل عنه معظم رواد الأعمال أصحاب الشركات الناشئة مما ينتج عنه انخفاض نسبة المبيعات مقارنة بقوة المنتج واحتياج السوق له في الوقت ذاته.

"لازم انك تفهم ان الوضع الاقتصادي ده بيتطلب منك انت انك تحاول تلاقي فرص وطرق جديده تكسب منها بدل الطرق التقليدية علشان لا قدر الله لو الدنيا زنّقت معاك في اي وقت يكون عندك بديل."

من رأيك، ما طرق الكسب غير التقليدية والجديدة التي قد تساعد الباحثين عن عمل أو العاملين بالفعل لزيادة دخلهم الشهري وتكسبهم مهارات جديدة مطلوبة مستقبلاَ؟

طرق الكسب غير التقليدية

معدلات التضخم، وشبح الركود، والركود التضخمي، ورفع مستوى الفائدة مصطلحات اقتصادية نسمعها يوميًا لا تنم عن شيء سوى تدهور الوضع الاقتصادي عالميًا. وتعد جميع تلك الأزمات جرس إنذار عن انخفاض معدلات الإنتاج وبالتبعية انكماش سوق العمل.
جميعنا نتمتع بخبرات اكتسبناها على مدار سنوات طويلة إما عن طريق العمل في شركات أو حتى التدريب فيها.
وهناك الكثير من الشركات التي تحتاج تلك الخبرات لكنها لا تمتلك القدرة المادية لتعيين موظفين بدوام كامل ودفع رواتب شهرية لهم.

إذًا، ما الحل؟

الحل يكمن في إدراك اتجاهات سوق العمل الجديدة إذ تغير النمط الكلاسيكي لسوق العمل. ويظهر ذلك بوضوح في انتشار مواقع العمل الحر في العامين الماضيين بسبب ما مر به العالم من أزمة كورونا.

وتقوم آلية عمل هذه المواقع على ربط الشركات الباحثة عن مهنيين لإنجاز أعمالهم بالمختصين في مجالات مختلفة عبر عرض المشاريع على الموقع في صورة "Gig" أو عمل محدد بوقت معين.

وهنا ظهر وانتشر مصطلح Gig Economy أو اقتصاد ال"جيج" كما يتداوله المستقلون العاملون حسب هذا النمط من الوظائف.

وفيه تظهر فرص عظيمة لم نكن لنعلم بوجودها قبل عام 2020 وعلى جميع الباحثين عن عمل استغلالها لا لربح دخل إضافي فقط، بل لبناء بصمة رقمية خاصة بهم تكسبهم قاعدة من العملاء تدعمهم مع مرور الوقت ليصبحوا رواد أعمال في مجالاتهم.

يتجه المستقبل بقوة إلى العمل الحر وعلينا ألا ننتظر المستقبل لنبدأ التحرك، بل نستعد لسوق العمل الجديد من اليوم.

"لو عايز حلول جديدة خارج الصندوق لمنظومة عملك، يبقى لازم تعرف ان الحلول ده محتاج عقول متفتحه تقدر تستوعب التغيير ومحتاجه استثمار ومخاطره علشان تنجح." ..

كيف يمكن للشركات خلق بيئة عمل محفزة على التغيير وطرح الحلول دائمًا؟

خلق-بيئة-عمل-محفزة-على-التغيير
على الرغم من بساطة الإجابة، فإنني أرى أن هذا السؤال أحد أصعب الأسئلة لصعوبة تنفيذ الإجابة.
لتتمكن أي مؤسسة من تنفيذ أفكار إبداعية من خارج الصندوق، على الإدارة أن تتحلى بروح المخاطرة والاستعداد التام للاستثمار ودعم تلك الأفكار.

لكن ما يحدث أن معظم الإدارات عندما تتحدث عن "الإبداع" والتفكير داخل الصندوق وخارجه يكون الهدف هو حلول جديدة سهلة، وبلا مخاطرة، وقوية وسريعة الأرباح وحدوث ذلك الأمر نادر للغاية.
وهنا دائمًا أذكر المثال الآتي:
إن كنت دائم الشكوى من صغر حجم غرفتك وما تسببه لك من ضيق وجاء من يعيد ترتيبها لك ليخلق لك مساحة جديدة كافية ولم يروقك الوضع الجديد فأعدت كل شيء كما كان ستعود لتعاني صغر حجم الغرفة وما تسببه لك من ضيق.

لتخلق بيئة عمل محفزة على التغيير والإبداع، عليك أولاً تبني عقلية قبول أية أفكار جديدة حتى تلك التي قد تبدو لك ساذجة أو غير مفهومة.

وأكبر مثال على هذا الطرح شركة "كوداك" الشركة التي كانت متربعة على عرش التصوير الفوتوغرافي وعند طرح فكرة ثورية جديدة بإمكانية تحويل التصوير العادي إلى تصوير رقمي من قبل إدارة البحث والتطوير في الشركة تجاهلتها الشركة تمامًا لسذاجة الطرح كما اعتقدت إدارة "كوداك" آنذاك إذ كانت الشركة تحقق أرباحًا مهولة من أفلام التصوير التقليدية فما الذي يدفعها للتفكير في التصوير الرقمي؟

لكن حدث ما كان متوقع حدوثه وتخلفت الشركة عن ركب التطور لعدم الانفتاح على تقبل الأفكار الإبداعية الجديدة والإصرار على اتباع سبل طباعة الصور التقليدية بدلاً من اتباع النهج الرقمي الجديد وانتهى الأمر بإغلاق الشركة لأبوابها بعد نجاح منقطع النظير فقط لعدم خلقها بيئة محفزة على الإبداع وحاضنة للتغيير.

"لو ناوي تعمل شركة ناشئة في الميتافيرس روح دبي."

ما هو الميتافيرس في تعريف بسيط؟ وكيف سيؤثر على عالمنا الاقتصادي؟ وهل يمكن للشباب أو الشركات الناشئة الاستفادة منه؟ كيف؟

ما هو الميتافيرس
الميتافيرس ببساطة هو عالم رقمي موازي لما نعيش فيه من عالم مادي طبيعي، فماذا عن عالم كامل غني بالفرص الاستثمارية والاقتصادية يبنى الآن؟

طرحت تلك الفكرة كثيرًا في أفلام الخيال العلمي وأنصح من يود التعرف على المزيد من الأمور حول هذا العالم مشاهدة فيلم (Ready Player One) .

ولفهم أعمق، تخيلي لو أن فريق بلدك يلعب في كأس العالم القادم في قطر وتودين حضور المباريات مباشرةً للاستمتاع وتشجيع الفريق حضوريًا، ولك أخ يعيش في استراليا وصديقة تعيش في جنوب أفريقيا، وجميعكم لن يتمكن من السفر إلى قطر لأسباب مختلفة.

سيحل لكم الميتافيرس المشكلة، كيف؟
سيجمعكم جميعًا في محاكاة للاستاد لمشاهدة المباريات سويًا، بل وتتبادلون أطراف الحديث وتستمتعون ببعض الأحاديث الجانبية في أثناء المباراة.

وعلى الرغم من مزاياه الكثيرة، هناك جوانب سلبية أيضًا لعالم الميتافيرس، وهنا يظهر دور الشباب والشركات الناشئة لتبدأ مرحلة جديدة من الإبداع في الويب 3.0 لتأسيس المزيد من الشركات لخدمة مجتمعاتهم في جميع المجالات.
الأفكار لا تنتهي في ذلك العالم وسقف الخيال فيه هو حدود تخيل كل واحد منا. وأتمنى أن يبدأ شبابنا في دراسة التقنيات الحديثة والعثور على أدوات تساعدنا بلادنا ومجتمعاتنا حتى لا نضطر إلى قبول منتجات وخدمات من دول أخرى غربية أو شرقية ونتحول إلى مستخدمين لا مبدعين.

"استثمر في مهاراتك" كانت إجابتك عن سؤال متابع عن "كيفية استثمار ما يملكه من 3000 آلاف جنيه" وأوضحت بعض المهارات التي يمكن استغلالها لربح المزيد من المال.

وهنا أود أن استفد من خبراتك وأتعلم كيف يمكن للمرء أن يكتشف مهاراته أولاً ليستثمرها لاحقًا؟ وما المهارات التي ترى أنها ستكون الأكثر طلبًا والأعلى أجرًا في المستقبل؟

المهارات التي ترى أنها ستكون الأكثر طلبًا والأعلى أجرًا في المستقبل
تلقيت سؤالاً من أحد المتابعين يقول "كيف يمكن أن استثمر مبلغ 3 ملايين جنيهًا؟" وقدمت له النصيحة المناسبة لأفاجأ بسيل من التعليقات الساخرة من الكثير من المتابعين والتساؤلات مجمعين على سؤال واحد وهو: "كيف لي استثمر وأنا لا أمتلك مثل هذا القدر من المال؟"

بكل صراحة، أصابتني صدمة لاكتشافي أن الكثير من الأشخاص يربطون الاستثمار بالمال فقط وهذا خطأ كبير؛ المال جزء مهم من الاستثمار لكن ليس كل الاستثمار- هناك الكثير من الأوجه الأخرى.

وهنا أجبت بضرورة الاستثمار في المهارات. الاستثمار هو استغلال أحد الموارد المتاحة لتنمية الدخل. إذًا، فلا مشكلة في عدم امتلاك المورد المالي.

ابحث عما تحب؟ ما هي هواياتك؟ وحول تلك المهارات والهوايات إلى مصدر دخل عن طريق استثمارها بشكل صحيح.

رأيت، مثلاً، حسابات على انستغرام يبيع أصحابها مهارة "الخط" لتميزهم فيه ويقدمون خدماتهم لكل من يريد امتلاك توقيع مميز، وهناك من يبيعون رسومهم بالصورة الرقمية ك (إن إف تي)، وآخرون موهوبون في الرياضة والحصول على البنية الجسمانية السليمة ودائما ما يدربون المهتمون بتلك الأمور عبر الإنترنت وينجحون في تحقيق نتائج استثنائية كما لو كانوا يذهبون يوميًا للصالات الرياضية.

باختصار، تكمن الفكرة في العثور على ما تحب أن تعمل ثم البدء بالاستثمار في تلك الهواية عن طريق تدريب نفسك لتتميز، وهنا عليك أيضًا الإلمام بأسرار التواجد الرقمي لتتمكن من تسويق خدماتك بسهولة ومع مرور الوقت تنشىء موقعًا إلكترونيًا خاص بك لخدمة عملائك باحترافية أكثر وهنا يمكنك البدء في رحلة ريادة الأعمال.

في واحدة من قصصك الشائقة تفضلت بذكر قصة "الفيل الأبيض" وذكرت أن مصطلح الفيل الأبيض يشير إلى أي استثمار ضخم لا يعود بفائدة ويعد عبء مالي على صاحبه.

إن انتقلنا بالمفهوم من الجانب الاستثماري إلى الجانب الشخصي، ما الأمور التي قد يهتم بها الأشخاص اهتمامًا بالغًا عند الاستثمار في مهاراته ولن تعود بالنفع عليهم، بل وقد تؤثر سلبًا أيضًا؟

الفيل الأبيض
أرى أن التشتت بسبب الأهواء الشخصية هو أكبر خطر لأي مستثمر يستثمر في مهاراته.
بمعنى آخر، تجذب المزيد من المتابعين مع مرور الوقت وتتعرض لأسئلة خارج مجال تركيز استثمارك.
وهنا عليك أن تدرك تمامًا أن هناك (تابوهات) أو محرمات لا ينبغي الحديث عنها كالآراء الدينية أو السياسية أو حتى الرياضية إذ لا تخدم تلك الآراء الشخصية النابعة من ثقافتك أو ديانتك أهدافك الرئيسية أو معيار نجاحك المهني.
لذا، من الأفضل الاحتفاظ بها لحياتك الشخصية.

وهنا سأتحدث عن نفسي! أنا أناقش الموضوعات الاقتصادية وأهدف إلى توعية المتابعين بالمستجدات والأوضاع الاقتصادية العالمية لتثقيفهم حول المتغيرات وتوجيههم لأخذ الحيطة في أعمالهم.

ولكن، في كثير من الأحيان استقبل أسئلة حول ربط الوضع الاقتصادي في بلد معينة بالسياسات في تلك البلد ودائمًا ما أحاول أن اتحرى الوضوح في ردودي بأنني لست سياسيًا وأنني لست الأفضل للرد على تلك التساؤلات وأركز على الوضع الاقتصادي وكيفية الاستفادة منه وتقليل المخاطر بأسلوب لبق حتى لا اؤذي السائل أو المتابعين، لكن أشير أيضًا لمتخصص في مجال السؤال ليطرح إجابته وبهذا أركز على هدفي وأوفر إجابة عن السؤال معًا عن طريق إعادة التوجيه للمختصين.

وأحيانًا أخرى يطلب مني مساعدة بعض الشركات التي تبيع منتجات تتعارض مع ثقافتي الدينية وهنا أعتذر بهدوء نظرًا لعدم فهمي في المجال.

لا فائدة من الانخراط في صراعات تبعدني عن هدفي الأساسي- التشتت بسبب الأهواء الشخصية هو أكبر فيل أبيض يؤثر سلبًا على أي مستثمر.

"لما تكون شاطر في مجالك وبتعمل منتج او خدمه مميزه، متقفلش على نفسك في المحيط الصغير بتاعك، لازم تنتشر وتعرف ايه الي بيحصل في الدنيا حواليك علشان تعرف تبيع منتجك بالسعر المناسب وتستثمر فلوسك."

كيف يمكن تحقيق الانتشار بسهولة خصوصًا بين المجتمعات الرقمية؟ وما وصفتك السرية لتسعير مناسب للخدمات أو المنتجات؟

كيف يمكن تحقيق الانتشار بسهولة خصوصًا بين المجتمعات الرقمية
الانتشار في المجتمعات الرقمية له متطلبين رئيسين.
أولاً: دراسة كل منصة رقمية على حدة والإلمام بطرق عملها لأفهم كيف أقدم ما لدى من محتوى بما يتناسب مع المنصة ويوفر لي نسبة مشاهدات جيدة تسهل الانتشار واستثمار مهاراتي بالتبعية.

ثانيًا: فهم العميل لأن العميل هو من سيدعم ما أقدم من محتوى وسيساعد في تحقيق ما أطمح له.
أما عن تسعير الخدمات أو المنتجات فالأمر ليس باليسير!

وهنا سأطرح مثالاً لتوضيح الفكرة: إن ذهبتي لشراء سلعة ما متخيلة بأن سعرها يتراوح بين 250 إلى 300 جنيهًا يعني ذلك أنك وضعتي قيمة للسلعة حسب احتياجك لها.

وإذا ذهبتِ إلى محل ما وعلمتي أن تلك السلعة تباع مقابل 650 جنيهًا أي أكثر من ضعف ما حددتيه من سعر تقريبًا فلا شك أنك ستعيدين حساباتك أو ستبحثين عن بديل لعدم ملائمة السعر المطروح.

أما إذا افترضنا أنه عند الذهاب إلى محل ما وجدتي أن السلعة تباع مقابل 35 جنيهًا فقط، في غالب الأمر لن تشتريها أيضًا لأن السعر المطروح قليل جدًا مقارنة بما حددتيه من قيمة؛ سينتابك الشعور بالقلق حول جودة السلعة أو إمكاناتها.

بمعنى آخر، التسعير هو محاولة صاحب السلعة فهم القيمة المتوقعة للسلعة من قبل العميل فإذا تلاقى السعر المتوقع مع سعر صاحب السلعة نجحت عملية البيع. وإذا تباينت تمامًا فشلت عملت البيع.

إذًا، كيف أعلم ما حدده العميل من قيمة لما أقدم من منتج أو خدمة؟

هناك الكثير من الاستراتيجيات التسعيرية وأنا شخصيًا أفضل استراتيجية Value based pricing أو التسعير على أساس القيمة. وأكثر الشركات تميزًا في اتباع تلك الاستراتيجية هي شركة نايكي (Nike) وساعدها ذلك لتتفوق على منافسيها كأديداس (Adidas) وأندر آرمر (Under Armour).

ويكمن السر في نجاح الفكرة أن نايكي (Nike) نجحت في بناء مجتمع من العملاء من ذوي الولاء لعلامتها التجارية.
كيف تنفذ نايكي (Nike) استراتيجية التسعير على أساس القيمة؟
تحدد العلامة التجارية سعر مبدأي للحذاء الرياضي الجديدة حسب التكاليف، ثم ترسل الحذاء للمجتمع الخاص بها أو ما يطلق عليهم Testers Group (مجموعة تختبر المنتج)، ثم تقيم تلك المجموعة الحذاء من جميع النواحي؛ هل المنتج الجديد مريح في المشي والركض؟ وهل المواد المستخدمة في صناعته جيدة؟ وماذا عن شكل الحذاء وألوانه؟ وتحدد تلك المجموعة سعر متوقع للحذاء عند طرحه في الأسواق.

وتأتي المرحلة التالية وهي مرحلة الإعلان عن المنتج عبر منصات التواصل الاجتماعي والترويج عبر المؤثرين الرياضيين، ومتابعة ردود أفعال المتابعين مما يمنح العلامة التجارية الفرصة لتحديد السعر المتوقع من جانب العميل، فإذا تلاقى السعر المتوقع من المتابعين مع السعر المقترح من مجموعة المختبرين مع حساب التكاليف الأولي من قبل الشركة، يُسعر المنتج وفقًا لذلك السعر.

والمرحلة الأخيرة تكون إصدار نسخة خاصة بمميزات مختلفة مأخوذة أيضًا من آراء المتابعين وتعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، كأن يصدر نسخة، مثلاً، باللون الذهبي أو بكتابة حروف العلامة التجارية بشكل بارز ويكون لهذا الإصدار سعر خاص أيضًا لتعظيم الربحية.

قد يستلزم تطبيق تلك الاستراتيجية المزيد من المجهود لكنها تضمن تحقيق مبيعات عظيمة من اليوم الأول إذ يتلاقى سعر المنتج مع ما حدده العميل من قيمة له مع الحفاظ على جودة يتوقعها العميل أيضًا.

وختامًا، لهذا الحوار الشائق مع المتميز السيد خالد السيد أود تقديم جزيل الشكر ووافر الامتنان لما شاركه معنا من معلومات قيمة نابعة من خبرة عميقة في مجال التسويق واستشارات الأعمال ونصائحه العظيمة التي ستساعدنا كثيرًا لإحراز المزيد من التميز والتقدم مهنيًا وشخصيًا بلا شك.