نصيحة مهنية: تصرَّف كأنك (حقاً) صاحب العمل (يتضمن إنفوجرافيك)

image

إذا سألنا أحد الموظفين "كيف تتخيل حالك وأنت صاحب العمل؟"، فسوف نستمع إلى إجابات مثل "سأفعل ما أريد، وسأقود سيارات فاخرة، وأعيش في منزل فخم". في الغالب، لا يفكر جميع الموظفين إلا فيما يبدو ظاهرياً من رغد ورفاهية من حياة صاحب العمل.

وإذا سألنا صاحب عمل، على الجانب الآخر، السؤال نفسه، فإن إجابته ستكون "أريد موظفين يتحملون المسؤولية"، "موظف ملتزم ومجتهد لا يعمل فقط من أجل المال، "موظف لديه فهم أعمق للأعمال". وهذا يعني أن جميع أصحاب العمل يبحثون عن "قائد" ولكنه ليس القائد بمفهومه الذي نعرفه جميعاً.

وفي محاولة لتقريب وجهات النظر والمساعدة في بناء "ثقافة التملك" في مكان العمل، أكتب هذا المقال.

قال بانتون هايدن عن الموظفين الذين يتصرفون وكأنهم أصحاب الأعمال أنهم سعداء، ومرحون، ونشيطون، ويسهل التعامل معهم، ومبدعون، وذوو خُلق، وصادقون، ومتفانون، ومنفتحون، وإيجابيون، ومستعدون للتكيف مع التغييرات.

يمكنك التفوق في حياتك المهنية باتباع العديد من النصائح المهنية، ولكن لكي تتألق وتفوق التوقعات، وليكون لديك مستقبلاً مزدهراً، يتعين عليك البحث عن شخص سبق له أن فعل ذلك من قبل- ألا وهو "صاحب العمل".

ولكن لاحظ أن كونك صاحب العمل لا يعني دخول الشركة في الصباح والبدء في إصدار الأوامر والتحكم بالموظفين. وهذا ليس بالتأكيد ما يتضمنه القول بأن عليك أن "تتصرف وكأنك صاحب العمل". لذا، إذا قمت بتطبيق ذلك على النحو الصحيح، فستضمن سرعة الوصول إلى أعلى سلم النجاح.

اتباع النصائح حول كيفية "التصرف كصاحب عمل" أدناه يعني نجاحًا غير مسبوق لك ولشركتك أيضًا.

1- فكر مُقَدَماَ لتبقى مُتَقَدِماً

Think-Ahead-to-Stay-Ahead
إن التفكير في الصورة الشاملة للأمور يشكل أهمية بالغة. يهدف أصحاب الأعمال دوماً إلى أن يكونوا القادة في مجالاتهم. فكّر في الصورة الأكبر، ثم تراجع خطوة وانظر إلى الصورة الكلية لمعرفة موقف شركتك، والعوائق التي تؤثر على الشركة، وكيفية تحويل هذه العقبات إلى فرص، وكيفية تطوير أهدافك.

انظر إلى الشركة كمالك. إذا كنت المالك، فلن تهتم فقط بالمشاكل الصغيرة التي تواجهها في دورك الوظيفي، بل ستأخذ في الاعتبار أيضًا العقبات الأخرى مثل المنافسين ورضا العملاء وأداء الموظفين، بالإضافة إلى التكاليف والفوائد والأرباح.

لا تركز على إنجاز عملك فحسب، بل عليك أن تفهم كيفية عمل الشركة. مع مزيد من الفهم، ستتمكن من تجاوز حدود التفوق وستتمكن من تحقيق الموائمة والتضافر.

من خلال الاطلاع على الأمور بشكل عام، ستتمكن من تحديد الأسباب وراء نجاح شركتك وإخفاقاتها مما سيساعدك على استغلال منصبك لتحقيق أفضل النتائج ليس فقط لك بل أيضًا لشركتك.

هل تعلم؟ يميل رواد الأعمال الناجحون إلى تفكير أشمل من الناس العاديين بنسبة تتراوح بين 30% إلى 48%. إنها مهارة ضرورية لأصحاب الأعمال والموظفين أيضاً لتعزيز حياتهم المهنية.

2- ضع معايير موحدة للأشياء

Systemize-things in your work
يبحث أصحاب الشركات الرائدين دائمًا عن طرق لإضافة الهيكلة والترابط والجودة إلى بيئة عملهم. وهم يعملون باستمرار على تطوير أساليب موحدة للقيام بالأمور. يجب عليك، بصفتك موظفًا، العمل "على" وظيفتك بدلاً من العمل "في" وظيفتك. ابحث عن طرق إبداعية لتنظيم المهام التي تقوم بها؛ قم بترتيب القوائم المرجعية والمخططات الانسيابية والمواد المرجعية، إلخ. وهذا بالتأكيد سيعزز الإنتاجية ويحقق نتائج عالية الجودة.

سواء كنت مديرًا أو قائدًا أو موظفًا يعمل في شركة صغيرة أو متوسطة أو دولية، فمن الضروري أن تتصرف ك"مالك" لكي تزدهر حياتك المهنية. كن مالك وظيفتك ومنصبك ومسؤولياتك. إن وضع نفسك في مكان صاحب العمل ليس بالمهمة السهلة؛ فهو يتطلب تحول في العقلية (نمط التفكير)، وخاصة فيما يتعلق بكيفية أداء عملك والتفكير به. إن التفكير المنهجي بالغ الأهمية للتميز المهني.

3- تولَّ المزيد من المسؤولية

Employee-take-on-responsibility
 "الأشخاص ممن يقومون بأشياء دون أن يُطلب منهم يتقاضون الأجور الأعلى"، إدوين ستيوارت. ما الذي تحتاج إليه إذاً؟ تحملك مسؤولية أكبر من المهام التي تم اسنادها لك، يعني المزيد من تقدير صاحب العمل لمجهوداتك لأنك لا تؤدي عملك بكفاءة فحسب، بل تهتم أيضاً بالمؤسسة بشكل عام. عليك أن تسأل دائماً "لماذا"! لا تكون الموظف العادي الذي يعرف "كيف" يؤدي المهمة فقط، بل كن صاحب العمل الذي يعرف "الهدف" منها. وسيمنحك ذلك المزيد من الحافزية وسوف يمكنك من تطوير منظور للنهوض بعملك.

وفي هذا الصدد، يمكننا أن نجد مثالاً عظيماً من مجموعة "أمازون" عندما أزال موظفو أمازون المصابيح من ماكينات البيع الخاصة بهم وساعدوا شركتهم في توفير مبلغ ضخم قدره 20 ألف دولار من تكاليف الكهرباء. خمِّن من لاحظ هذا الأمر وقدّر قيمته؟ إنه جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون.

حاول اختيار أي من المخاوف اليومية لصاحب العمل، بما في ذلك حلول التكنولوجيا، والتكاليف، وسياسات المكاتب، والمنافسين واعمل على حلها أو إيجاد الحلول المبتكرة لها. وهذا من شأنه أن يعزز من تقديره لجهودك.

4- تحلَّ بروح المبادرة (مباشرة الأعمال)

Engaged-Employee
لا شك أنك سمعت في يوم ما من زميل لك جملة "أنا أعمل بقدر ما أتقاضى من راتب". فهؤلاء الموظفون يبذلون أقل الجهد لأداء وظائفهم، في حين إقناعهم أنفسهم دائماً بأنهم يستحقون راتب أكبر. ولكن أؤكد لكم، كلما أعطيت المزيد، فسوف تحصل على المزيد.

يتمتع أصحاب الأعمال ب "روح المبادرة" نتيجة الانخراط الكامل في أعمالهم. لكي تتصرف كصاحب عمل، يجب أن تلتزم دائمًا بالاستفادة من نقاط القوة لديك لتحقيق أكثر من المتوقع. فهم لا يعملون لتقاضي الأجر فحسب.

"امنح العالم أفضل ما لديك وستحصل على أفضل ما في العالم". يشكل سلوكك سمعة شركتك، وسمعة الشركة هي علامتك التجارية.

لا تنسَ عملائك! العملاء هم أساس أي شركة وينصب الاهتمام الرئيسي لأصحاب الأعمال عليهم. جميع عملائك - الأفراد أو الشركات - شركاء في الهدف، لذا فإن تقديم أفضل خدمة للعميل يعني الاستفادة منه كإعلان متحرك باسم شركتك.

5- انفق المال بحكمة وشمّر عن ساعديك عند الحاجة

Ideal-Employee
يجب أن تدرك أن هدف كل أصحاب الأعمال تقريبًا هو توفير المزيد وإنفاق القليل. وإذا كان الموظفون صادقين مع أنفسهم، فإنهم سوف يستفيدون من أموال الشركة على أفضل وجه وينفقون أموالها بعناية. وقال أوبريان إنه إذا تعامل الجميع مع أموال الشركة كما لو كانت أمواله، فإن الأعمال التجارية وموظفيها سيكونوا أفضل حالاً.

لذا، يتعين على الموظف أن يطور طرقاً لإنجاز الأعمال بأقل تكلفة مع ضمان الجودة العالية. حاول العثور على فرص جديدة لتحقيق المزيد من الأرباح والصفقات.

وأيضاً، أصحاب الشركات مستعدون في كل الأوقات للقيام بأي شيء لإنجاز العمل. لا تتدخل في عمل زملائك في العمل طوال الوقت، ولكن عندما يكون من الضروري القيام بشيء ما، ولا يوجد أحد لفعل ذلك… افعل ذلك بابتسامة! كن قائداً يحتذى به! هل مكتبك يحتاج إلى تنظيف؟ افعل ذلك. يحتاج زميلك إلى المساعدة في وظيفته؟ ساعده!

6- كن ودوداً ومتواضعاً مع زملائك في العمل

الغطرسة سمة الضعيف، واللطف سمة القوي. كن ودوداً مع رئيسك وزملائك في العمل، وقم بتوفير بيئة عمل إيجابية اجتماعية يساعد فيها الجميع بعضهم البعض، ويحترم بعضهم البعض، ويتبادلون المعرفة، ويحتفلون بالنجاح.

يجب بناء علاقات ثقة مع زملائك في العمل، وحتى مع المدراء من خلال خبرتك. ستشكل هذه العلاقات قاعدة من المصداقية وتخلق الثقة في قراراتك. تعامل مع الجميع، وخاصة عمال التنظيف والصيانة، باحترام؛ فعمل الجميع صعب. لا تتعجرف وكُن فطن؛ فبالثّقة والإقناع، يمكنك تحقيق كل شيء. كن شجاعًا وطموحًا ومُتعاوناً ومتفتحاً لتعلم مهارات جديدة.

بصفتك مالك أعمال ودود، فإن الأشخاص هم مدخراتك الأولى. اهتم بزملائك، وكُن ملهِماً لهم، وساعدهم، وقدر جهودهم، واعمل على تطويرهم وفهم أهدافهم الشخصية والمهنية بشكل أعمق. وبما أنك صاحب العمل، إذاً فنجاح الجميع يعني نجاحك.

كيف سيساعدك التصرف كصاحب عمل مستقبلاً؟

  • مع النجاحات العديدة التي ستحققها شركتك، ستستمتع بترقيات قد لا يتم عرضها على أشخاص انضموا إلى الشركة من قبلك.
  • سيُعد هذا الحافز الأكبر لتحقيق المزيد من الأهداف.
  • سوف تعزز العلامة التجارية لشركتك من خلال الحفاظ على الثقة وعلاقات العمل المستقرة مع العملاء.
  • ستكون هذه الخطوة هي الخطوة الأولى التي تقوم بها لبدء أعمالك حيث أنك قمت بتطوير مهارات القائد وصاحب العمل.

خاتمة

خلاصة القول، إن التصرف كصاحب عمل "مربح" لكافة الأطراف. بصفتك موظفًا، فإن التصرف كصاحب عمل من شأنه أن يعزز إنتاجيتك، ويساعدك على تحقيق التفوق الباهر، ويُأمن جميع أحلامك المالية للحصول على ما تتمناه من سيارة فارهة ومنزل فخم. تخلى عن دورك كمندوب مبيعات أو متخصص تسويق أو مهندس أو مدير، وتصرف كرائد أعمال، ماذا ستفعل؟ ما الذي ستقوم بتطويره؟ وما هي إستراتيجيتك لقيادة السوق؟

 ولا تنسَ أبدًا أن إحدى السمات المشتركة بين الناجحين نجاحاً باهراً هي أنهم يتصرفون ويفكرون كأصحاب أعمال.

بصفتك صاحب عمل، يجب أن تعرف كيفية جعل كل موظف يعمل وكأنه صاحب العمل. تخيل عندما يتشارك موظفوك الهدف والرؤية أنفسهم، كيف ستكون ريادة أعمالك؟ لضمان ذلك، عليك مكافأة أي "قائد خفي" في شركتك ليكون مثالاً يساعدك على الحفاظ على تحقيق "ثقافة التملك" في مؤسستك.

وستكون النتيجة مؤسسة ذات موظفين يتمتعون بالتحفيز الذاتي لإنجاز الأعمال ويركزون على استغلال كافة قدراتهم لإنجاح أعمالك، مع إيمانهم الكامل بأنهم سيصبحوا ناجحين أيضًا.

هل تعرف أي موظف يتمتع بتلك السمات؟ هل تعرف أي صاحب عمل يدعم هؤلاء الموظفين؟

شاركنا تجربتك في مربع التعليقات أدناه.